الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
التنبيه السادس : من المهم معرفة توجيه القراءات ; وقد اعتنى به الأئمة وأفردوا فيه كتبا ، منها " الحجة " لأبي علي الفارسي و " الكشف " لمكي و " الهداية " للمهدوي ، و " المحتسب في توجيه الشواذ " لابن جني .

قال الكواشي : فائدته أن يكون دليلا على حسب المدلول عليه ، أو مرجحا إلا أنه ينبغي التنبيه على شيء : وهو أنه قد ترجح إحدى القراءتين على الأخرى ترجيحا يكاد يسقطها ; وهذا غير مرضي ; لأن كلا منهما متواتر .

وقد حكى أبو عمر الزاهد في كتاب " اليواقيت " ، عن ثعلب أنه قال : إذا اختلف الإعرابان في القراءات لم أفضل إعرابا على إعراب ، فإذا خرجت إلى كلام الناس فضلت الأقوى .

وقال أبو جعفر النحاس : السلامة عند أهل الدين إذا صحت القراءتان ألا يقال : [ ص: 277 ] إحداهما أجود ; لأنهما جميعا عن النبي صلى الله عليه وسلم فيأثم من قال ذلك ، وكان رؤساء الصحابة ينكرون مثل هذا .

وقال أبو شامة : أكثر المصنفون من الترجيح بين قراءة مالك و " ملك " حتى أن بعضهم بالغ إلى حد يكاد يسقط وجه القراءة الأخرى ، وليس هذا بمحمود بعد ثبوت القراءتين . انتهى .

وقال بعضهم : توجيه القراءات الشاذة أقوى في الصناعة من توجيه المشهورة .

خاتمة : قال النخعي : كانوا يكرهون أن يقولوا : قراءة عبد الله ; وقراءة سالم ، وقراءة أبي وقراءة زيد ، بل يقال : فلان كان يقرأ بوجه كذا ، وفلان كان يقرأ بوجه كذا . قال النووي : والصحيح أن ذلك لا يكره .

التالي السابق


الخدمات العلمية