الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        صفحة جزء
        [ ص: 293 ] 6 - قالوا : حديث ينقضه القرآن

        هل تزيد صلة الرحم في الأجل

        قالوا : رويتم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : صلة الرحم تزيد في العمر ، والله - تبارك وتعالى - يقول : فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ، قالوا : فكيف تزيد صلة الرحم في أجل لا يتأخر عنه ولا يتقدم ؟

        قال أبو محمد : ونحن نقول : إن الزيادة في العمر تكون بمعنيين : أحدهما : السعة والزيادة في الرزق وعافية البدن ، وقد قيل : " الفقر هو الموت الأكبر " . وجاء في بعض الحديث : إن الله تعالى أعلم موسى - صلى الله عليه وسلم - أنه يميت عدوه ، ثم رآه بعد يسف الخوص ، فقال : يا رب ، وعدتني أن تميته . قال : قد فعلت قد أفقرته . وقال الشاعر :


        ليس من مات فاستراح بميت إنما الميت ميت الأحياء



        يعني الفقير .

        [ ص: 294 ] فلما جاز أن يسمى الفقر موتا ويجعل نقصا من الحياة ، جاز أن يسمى الغنى حياة ويجعل زيادة في العمر .

        والمعنى الآخر أن الله تعالى يكتب أجل عبده عنده مائة سنة ويجعل بنيته وتركيبه وهيئته لتعمير ثمانين سنة ، فإذا وصل رحمه زاد الله تعالى في ذلك التركيب وفي تلك البنية ، ووصل ذلك النقص فعاش عشرين أخرى حتى يبلغ المائة ، وهي الأجل الذي لا مستأخر عنه ولا متقدم .

        التالي السابق


        الخدمات العلمية