الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الدعاء في خطبة الاستسقاء

( قال الشافعي ) : رحمه الله تعالى ، ويقول " اللهم إنك أمرتنا بدعائك ، ووعدتنا إجابتك فقد دعوناك كما أمرتنا فأجبنا كما وعدتنا اللهم إن كنت أوجبت إجابتك لأهل طاعتك ، وكنا قد قارفنا ما خالفنا فيه الذين محضوا طاعتك فامنن علينا بمغفرة ما قارفنا ، وإجابتنا في سقيانا ، وسعة رزقنا " ، ويدعو بما شاء بعد للدنيا والآخرة ويكون أكثر دعائه الاستغفار يبدأ به دعاءه ويفصل به بين كلامه ، ويختم به ، ويكون أكثر كلامه حتى ينقطع الكلام ، ويحض الناس على التوبة ، والطاعة ، والتقرب إلى الله عز وجل ( قال الشافعي ) : وبلغنا { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا في الاستسقاء رفع يديه } أخبرنا إبراهيم بن محمد عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن أنس بن مالك { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا استسقى قال : اللهم أمطرنا } ، أخبرنا إبراهيم قال حدثني خالد بن رباح عن المطلب بن حنطب { أن النبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 287 ] كان يقول عند المطر : اللهم سقيا رحمة ، ولا سقيا عذاب ، ولا بلاء ، ولا هدم ، ولا غرق اللهم على الظراب ، ومنابت الشجر اللهم حوالينا ، ولا علينا } ، ( قال ) : وروى سالم بن عبد الله عن أبيه { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا استسقى قال اللهم اسقنا غيثا مغيثا هنيئا مريئا مريعا غدقا مجللا عاما طبقا سحا دائما اللهم اسقنا الغيث ، ولا تجعلنا من القانطين اللهم إن بالعباد والبلاد ، والبهائم ، والخلق من اللأواء ، والجهد والضنك ما لا نشكو إلا إليك اللهم أنبت لنا الزرع ، وأدر لنا الضرع ، واسقنا من بركات السماء ، وأنبت لنا من بركات الأرض اللهم ارفع عنا الجهد ، والجوع ، والعري ، واكشف عنا من البلاء ما لا يكشفه غيرك اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا فأرسل السماء علينا مدرارا } ( قال الشافعي ) : وأحب أن يدعو الإمام بهذا ، ولا وقت في الدعاء ، ولا يجاوزه ، أخبرنا إبراهيم عن المطلب بن السائب عن ابن المسيب قال استسقى عمر ، وكان أكثر دعائه الاستغفار .

( قال الشافعي ) : وإن خطب خطبة واحدة لم يجلس فيها ، ولم يكن عليه إعادة ، وأحب أن يجلس حين يرقى المنبر أو موضعه الذي يخطب فيه ثم يخطب ثم يجلس فيخطب .

التالي السابق


الخدمات العلمية