الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 231 ] وقوله - عز وجل - : ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا ؛ أي : لو أرسلنا إليهم ملكا لم نرسله إلا في صورة إنسان؛ لأن الملك - فيما قيل - لو نظر إليه ناظر على هيئته؛ لصعق؛ وكانت الملائكة تأتي الأنبياء في صورة الإنس؛ فمن ذلك أن جبريل كان يأتي النبي - عليه السلام - إذا نزل بالوحي في صورة دحية الكلبي؛ ومنه نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب؛ لأنهما وردا على داود وهما ملكان في صورة رجلين يختصمان إليه؛ ومنه أن الملائكة أتت إبراهيم في صورة الضيفان؛ وكذلك أتت لوطا؛ فلذلك قيل : ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وقوله - عز وجل - : وللبسنا عليهم ما يلبسون ؛ يقال : " لبست الأمر على القوم؛ ألبسه " ؛ إذا شبهته عليهم؛ وأشكلته عليهم؛ وكانوا هم يلبسون على ضعفتهم في أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - فيقولون : إنما هذا بشر مثلكم؛ فقال : " ولو أنزلنا ملكا فرأوا هم الملك رجلا؛ لكان يلحقهم فيه من اللبس مثل ما لحق ضعفتهم منهم " .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية