الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الموفية ثلاثين : قوله تعالى : { فتيمموا صعيدا } : معناه فاقصدوا . وقد روي عن عبد الله أنه قرأها فائتموا ، والأولى أفصح وأملح ; فإن " اقصدوا " أملح من اتخذوه إماما ، ومن هاهنا قال أبو حنيفة : تلزم النية في التيمم ; لأنه القصد لفظا ومعنى . قلنا : ليس القصد إليه للاستعمال بدل الماء هو النية ، إنما معناه اجعلوه بدلا ، فأما قصد التقرب فهو غيره . جواب آخر : وذلك أن قوله : { فتيمموا } إن كان يقتضي بلفظه النية فقوله : تطهروا واغتسلوا يقتضي بلفظه النية ، كما تقدم . فإن قيل : الماء مطهر بنفسه ، فلم يفتقر إلى قصد إذا وجدت النظافة به على أي وجه كانت . قلنا : وكذلك التراب ملوث بنفسه ، فلم يفتقر إلى قصد إذا وجد التلوث به .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية