الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            [ القول في جنس نفقة الرقيق ] .

                                                                                                                                            [ ص: 527 ] فصل : وأما جنس قوته ، فالمعتبر بعرف بلده فيما يقتاته غالب متوسطهم ، فإن اقتاتوا الحنطة أعطاه منها ، وإن اقتاتوا غيرها من شعير أو ذرة أو أقط أو تمر كان حقه منها ، ولا اعتبار بالسيد إذا تنعم فأكل السميد والمحور لوقوع الفرق في الأغلب بين السادة والعبيد ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : للمملوك طعامه وكسوته بالمعروف ، والمعروف هو اعتبار العرف بالمألوف وكذلك حالة العبد في إدامه ؛ يؤدم بما جرت به عادة المتوسطين في بلده من لحم أو سمك أو دهن أو لبن ، ولا اعتبار بإدام السيد إذا تلذذ بأكل الدجاج والخرفان ، وكذلك لو قتر على نفسه : لأنه في حق نفسه متحكم وفي حق غيره ملتزم ، وعلى السيد في طعام عبده أن يدفعه إليه مخبوزا ، وفي إدامه أن يدفعه إليه مصنوعا . بخلاف الزوجة التي تستحقه حبا لثبوته في الذمة ، ويستحب للسيد إذا تولى عبده صنع طعامه أن يعطيه منه ما يدفع به شهوته ، لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إذا كفى خادم أحدكم طعامه حره ودخانه فليجلسه معه ، فإن أبى فليروغ له اللقمة واللقمتين ، والترويغ أن يرويها من الدسم ، فإن امتنع لم يجبره .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية