الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما يقول إذا رأى مبتلى

                                                                                                          3431 حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن عمرو بن دينار مولى آل الزبير عن سالم بن عبد الله بن عمر عن ابن عمر عن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من رأى صاحب بلاء فقال الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا إلا عوفي من ذلك البلاء كائنا ما كان ما عاش قال أبو عيسى هذا حديث غريب وفي الباب عن أبي هريرة وعمرو بن دينار قهرمان آل الزبير هو شيخ بصري وليس هو بالقوي في الحديث وقد تفرد بأحاديث عن سالم بن عبد الله بن عمر وقد روي عن أبي جعفر محمد بن علي أنه قال إذا رأى صاحب بلاء فتعوذ منه يقول ذلك في نفسه ولا يسمع صاحب البلاء

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( من رأى صاحب بلاء ) أي مبتلى في أمر بدني كبرص وقصر فاحش أو طول مفرط أو عمى أو عرج أو اعوجاج يد ونحوها ، أو ديني بنحو فسق وظلم وبدعة وكفر وغيرها ( الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ) فإن العافية أوسع من البلية ؛ لأنها مظنة الجزع والفتنة وحينئذ تكون محنة أي محنة ، والمؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف كما ورد ( وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا ) أي في الدين والدنيا والقلب والقالب ( إلا عوفي من ذلك البلاء ) أي لم ير أحد صاحب بلاء فقال : الحمد لله الذي عافاني إلخ إلا عوفي من ذلك البلاء أو " إلا " زائدة كما في قول الشاعر :


                                                                                                          حراجيج ما تنفك إلا مناخة على الخسف أو ترمي بها بلدا قفرا

                                                                                                          ( كائنا ما كان ) أي حال كون ذلك البلاء أي بلاء كان ( ما عاش ) أي مدة بقائه في الدنيا . قوله : ( وفي الباب عن أبي هريرة ) أخرجه الترمذي بعد هذا قوله : ( يقول ذلك في نفسه ولا يسمع [ ص: 276 ] صاحب البلاء ) قال الطيبي في شرح قوله : ( الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ) . هذا إذا كان مبتلى بالمعاصي والفسوق ، وأما إذا كان مريضا أو ناقص الخلقة لا يحسن الخطاب . قال القاري : الصواب أنه يأتي به لورود الحديث بذلك ، وإنما يعدل عن رفع الصوت إلى إخفائه في غير الفاسق بل في حقه أيضا إذا كان يترتب عليه مفسدة ويسمع صاحب البلاء الديني إذا أراد زجره ويرجو انزجاره انتهى .




                                                                                                          الخدمات العلمية