الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
( تنبيه ) قال سيبويه : لا يجوز إلغاء أرأيت كما يلغى : علمت أزيد عندك أم عمرو ؟ ولا يجوز هذا في أرأيت ، ولا بد من النصب إذا قلت : أرأيت زيدا أبو من هو ؟ قال : لأن دخول معنى " أخبرني " فيها لا يجعلها بمنزلة " أخبرني " في جميع أحوالها .

قال السهيلي : وظاهر القرآن يقتضي خلاف قوله ، وذلك أنها في القرآن ملغاة ، لأن الاستفهام مطلوبها ، وعليه وقعت في قوله : ( أرأيت إن كذب وتولى ألم يعلم ) ( العلق : 13 - 14 ) فقوله : ( ألم يعلم ) استفهام وعليه وقعت أرأيت ، وكذلك " أرأيتم " ، و " أرأيتكم " في الأنعام ، والاستفهام واقع بعدها نحو : ( هل يهلك إلا القوم الظالمون ) ( الأنعام : 47 ) و ( الفاسقون ) ( الأحقاف : 35 ) .

[ ص: 137 ] وهذا هو الذي منع سيبويه في " أرأيت " و " أرأيتك " ، ولا يقال : " أرأيتك أبو من أنت " ؟ قال : لكن الذي قاله سيبويه صحيح ، لكن إذا ولي الاستفهام " أرأيت " ولم يكن لها مفعول سوى الجملة .

وأما في هذه المواضع التي في التنزيل فليست الجملة المستفهم عنها هي مفعول " أرأيت " ، إنما مفعولها محذوف يدل عليه الشرط ، ولا بد من الشرط بعدها في هذه الصورة ، لأن المعنى أرأيتم صنيعكم إن كان كذا وكذا ؟ كما تقول : أرأيت إن لقيت العدو أتقاتل أم لا ؟ تقديره : أرأيت رأيك وصنعك إن لقيت العدو ؟ فحرف الشرط وهو " إن " دال على ذلك المحذوف ، ومرتبط به ، والجملة المستفهم عنها كلام مستأنف منقطع ، إلا أن فيها زيادة بيان لما يستفهم عنه ، ولو زال الشرط ووليها الاستفهام لقبح ، كما قال سيبويه ويحسن في " علمت " ، وهل " علمت " ، وهل " رأيت " ، وإنما قبحه مع " أرأيت " خاصة وهي التي دخلها معنى " أخبرني " .

التالي السابق


الخدمات العلمية