الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما يقول إذا ركب الناقة

                                                                                                          3446 حدثنا قتيبة حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحق عن علي بن ربيعة قال شهدت عليا أتي بدابة ليركبها فلما وضع رجله في الركاب قال بسم الله ثلاثا فلما استوى على ظهرها قال الحمد لله ثم قال سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون ثم قال الحمد لله ثلاثا والله أكبر ثلاثا سبحانك إني قد ظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ثم ضحك قلت من أي شيء ضحكت يا أمير المؤمنين قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع كما صنعت ثم ضحك فقلت من أي شيء ضحكت يا رسول الله قال إن ربك ليعجب من عبده إذا قال رب اغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب غيرك وفي الباب عن ابن عمر رضي الله عنهما قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا أبو الأحوص ) اسمه سلام بن سلم الحنفي ( عن أبي إسحاق ) السبيعي ( عن علي بن ربيعة ) الوالي الأسدي الكوفي . قوله : ( أتي ) بصيغة المجهول أي جيء ( فلما وضع رجله ) أي أراد وضع رجله ( فلما استوى على ظهرها ) أي استقر على ظهرها ( قال الحمد لله ) أي على نعمة الركوب وغيرها ( ثم قال ) أي قرأ وما كنا له مقرنين أي مطيقين من أقرن للأمر إذا أطاقه وقوي عليه . أي ما كنا نطيق قهره واستعماله لولا تسخير الله تعالى إياه لنا وإنا إلى ربنا لمنقلبون أي لصائرون إليه بعد مماتنا وإليه سيرنا الأكبر ، وهذا من باب التنبيه بسير الدنيا على سير الآخرة كما نبه بالزاد الدنيوي على الزاد الأخروي في قوله تعالى : وتزودوا فإن خير الزاد التقوى وباللباس [ ص: 288 ] الدنيوي على الأخروي في قوله تعالى : وريشا ولباس التقوى ذلك خير ( ثم ضحك ) أي علي رضي الله عنه ( صنع كما صنعت ) أي كصنعي المذكور ( ثم ضحك ) أي رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ليعجب ) بفتح الجيم ( من عبده إذا قال : رب اغفر لي ذنوبي إلخ ) قال الطيبي : أن يرتضي هذا القول ويستحسنه استحسان المتعجب انتهى . وقال الجزري في النهاية في معنى قوله صلى الله عليه وسلم : عجب ربك من قوم يساقون إلى الجنة في السلاسل أي عظم ذلك عنده وكبر لديه . أعلم الله أنه إنما يتعجب الآدمي من الشيء إذا عظم موقعه عنده وخفي عليه سببه فأخبرهم بما يعرفون ليعلموا موقع هذه الأشياء عنده ، وقيل معنى : عجب ربك أي رضي وأثاب فسماه عجبا مجازا وليس بعجب في الحقيقة ، والأول الوجه ، وإطلاق التعجب على الله مجاز ؛ لأنه لا تخفى على الله أسباب الأشياء والتعجب مما خفي سببه ولم يعلم انتهى . قوله : ( وفي الباب عن ابن عمر ) أخرجه الترمذي بعد هذا . قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد وأبو داود والنسائي وابن حبان والحاكم في مستدركه .




                                                                                                          الخدمات العلمية