الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب في الخادم يأكل مع المولى

                                                                      3846 حدثنا القعنبي حدثنا داود بن قيس عن موسى بن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صنع لأحدكم خادمه طعاما ثم جاءه به وقد ولي حره ودخانه فليقعده معه ليأكل فإن كان الطعام مشفوها فليضع في يده منه أكلة أو أكلتين

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( إذا صنع ) أي : طبخ ( خادمه ) أي : عبده أو أمته أو مطلقا ( به ) أي : بالطعام ( وقد ولي ) بكسر اللام المخففة أي : والحال أنه قد تولى أو قرب ( حره ) أي : ناره أو تعبه ( ودخانه ) تخصيص بعد تعميم أو الأول مخصوص ببعض الجوارح والثاني ببعض آخر ( فليقعده معه ) أمر من الإقعاد للاستحباب ( فليأكل ) أي : معه ولا يستنكف كما هو دأب الجبابرة فإنه أخوه والمعنى أنه قاسى كلفة اتخاذه وحملها عنك فينبغي أن تشاركه في الحظ منه ( فإن كان الطعام مشفوها ) أي : قليلا . قال الخطابي المشفوه القليل وقيل : له مشفوه لكثرة الشفاه التي تجتمع على أكله ( فليضع ) أي : المخدوم ( في يده ) أي : يد الخادم ( منه ) أي : من الطعام ( أكلة أو أكلتين ) أو للتنويع أو بمعنى بل وسببه أن لا يصير محروما فإن ما لا يدرك كله لا يترك كله والأكلة - بضم الهمزة - : ما يؤكل دفعة وهو اللقمة في القاموس والنهاية : الأكلة بالضم اللقمة المأكولة وبالفتح المرة من الأكل وفي الحديث الحث على مكارم الأخلاق والمواساة في الطعام لا سيما في حق من صنعه أو حمله ؛ لأنه ولي حره ودخانه وتعلقت به نفسه وشم رائحته وهذا كله محمول على الاستحباب . قال المنذري : وأخرجه مسلم .




                                                                      الخدمات العلمية