الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال .

                                                                                                                                                                                                                                      أمر تعالى في هذه الآية الكريمة بالمبادرة إلى الطاعات ، كالصلوات والصدقات من قبل إتيان يوم القيامة الذي هو اليوم الذي لا بيع فيه ولا مخالة بين خليلين ، فينتفع أحدهما بخلة الآخر ، فلا يمكن أحدا أن تباع له نفسه فيفديها ، ولا خليل ينفع خليله يومئذ ، وبين هذا المعنى في آيات كثيرة ، كقوله : ياأيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة الآية [ 2 \ 254 ] ، وقوله : فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا [ 57 \ 15 ] وقوله : [ ص: 248 ] واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا الآية [ 2 \ 48 ] ، ونحو ذلك من الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      والخلال في هذه الآية ، قيل : جمع خلة كقلة وقلال ، والخلة : المصادقة ، وقيل : هو مصدر خاله على وزن فاعل مخالة وخلالا ، ومعلوم أن فاعل ينقاس مصدرها على المفاعلة والفعال ، وهذا هو الظاهر ، ومنه قول امرئ القيس :


                                                                                                                                                                                                                                      صرفت الهوى عنهن من خشية الردى ولست بمقلي الخلال ولا قال

                                                                                                                                                                                                                                      أي : لست بمكروه المخالة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية