الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ قشا ]

                                                          قشا : المقشى : هو المقشر . وقشا العود يقشوه قشوا : قشره [ ص: 111 ] وخرطه ، والفاعل قاش والمفعول مقشو . وقشيته فهو مقشى . وقشوت وجهه : قشرته ومسحت عنه . وفي حديث قيلة : ومعه عسيب نخلة مقشو غير خوصتين من أعلاه ، أي : مقشور عنه خوصه . وقشيته تقشية فهو مقشى ، أي : مقشر . وقشيت الحبة : نزعت عنها لباسها . وفي بعض الحديث : أنه دخل عليه وهو يأكل لياء مقشى ، قال بعض الأغفال :


                                                          وعدس قشي من قشير



                                                          وتقشى الشيء : تقشر قال كثير عزة :


                                                          دع القوم ما احتلوا جنوب قراضم     بحيث تقشى بيضه المتفلق



                                                          ابن الأعرابي : اللياء بالياء واحدته لياءة وهو اللوبياء واللوبياج ، ويقال للصبية المليحة : كأنها لياءة مقشوة . وروى أبو تراب عن أبي سعيد أنه قال : إنما هو اللبأ الذي يجعل في قداد الجدي وجعله تصحيفا من المحدث . قال أبو سعيد : اللبأ يحلب في قداد ، وهي جلود صغار المعزى ، ثم يمل في الملة حتى ييبس ويجمد ، ثم يخرج فيباع كأنه الجبن ، فإذا أراد الآكل أكله قشا عنه الإهاب الذي طبخ فيه ، وهو جلد السخلة الذي جعل فيه ، قال أبو تراب : وقال غيره هو اللياء بالياء ، وهو من نبات اليمن وربما نبت في الحجاز في الخصب ، وهو في خلقة البصلة وقدر الحمصة ، وعليه قشور رقاق إلى السواد ما هو ، يقلى ثم يدلك بشيء خشن كالمسح ونحوه فيخرج من قشره فيؤكل بحتا ، وربما أكل بالعسل وهو أبيض ومنهم من لا يقليه . وفي حديث أسيد بن أبي أسيد : أنه أهدى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بودان لياء مقشى ، أي : مقشورا واللياء حب كالحمص . والقشاء : البزاق . وقشى الرجل عن حاجته : رده . والقشوان : القليل اللحم ، قال أبو سوداء العجلي :


                                                          ألم تر للقشوان يشتم أسرتي     وإني به من واحد لخبير



                                                          والقشوانة : الرقيقة الضعيفة من النساء . والقشوة : قفة تجعل فيها المرأة طيبها ، وقيل : هي هنة من خوص تجعل فيها المرأة القطن والقز والعطر ، قال الشاعر :


                                                          لها قشوة فيها ملاب وزنبق     إذا عزب أسرى إليها تطيبا



                                                          والجمع قشوات وقشاء ، وقيل : القشوة شيء من خوص تجعل فيها المرأة عطرها وحاجتها . قال أبو منصور : القشوة شبه العتيدة المغشاة بجلد . والقشوة : حقة للنفساء . والقاشي في كلام أهل السواد : الفلس الرديء . الأصمعي : يقال درهم قشي كأنه على مثال دعي ، قال الأصمعي : كأنه إعراب قاشي .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية