الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 326 ] قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: قال رجلان من الذين يخافون في الرجلين ثلاثة أقوال .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها: أنهما يوشع بن نون . وكالب بن يوقنة ، قاله ابن عباس . وقال مجاهد: ابن يوقنا ، وهما من النقباء .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: أنهما كانا من الجبارين فأسلما ، روي عن ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                      والثالث: أنهما كانا في مدينة الجبارين ، وهما على دين موسى ، قاله الضحاك . وقرأ ابن عباس ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، وأبو رجاء ، وأيوب: "يخافون" بضم الياء ، على معنى أنهما كانا من العدو ، فخرجا مؤمنين .

                                                                                                                                                                                                                                      وفي معنى "خوفهم" ثلاثة أقوال .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها: أنهم خافوا الله وحده . والثاني: خافوا الجبارين ، ولم يمنعهم خوفهم قول الحق . والثالث: يخاف منهم ، على قراءة ابن جبير .

                                                                                                                                                                                                                                      وفيما أنعم به عليهما أربعة أقوال .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها: الإسلام ، قاله ابن عباس . والثاني: الصلاح والفضل واليقين ، قاله عطاء . والثالث: الهدى ، قاله الضحاك . والرابع: الخوف ، ذكره ابن جرير ، عن بعض السلف .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: ادخلوا عليهم الباب قال ابن عباس : قال الرجلان: ادخلوا عليهم باب القرية ، فإنهم قد ملئوا منا رعبا وفرقا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية