الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب في الحمية

                                                                      3856 حدثنا هارون بن عبد الله حدثنا أبو داود وأبو عامر وهذا لفظ أبي عامر عن فليح بن سليمان عن أيوب بن عبد الرحمن بن صعصعة الأنصاري عن يعقوب بن أبي يعقوب عن أم المنذر بنت قيس الأنصارية قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي عليه السلام وعلي ناقه ولنا دوالي معلقة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل منها وقام علي ليأكل فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي مه إنك ناقه حتى كف علي عليه السلام قالت وصنعت شعيرا وسلقا فجئت به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا علي أصب من هذا فهو أنفع لك قال أبو داود قال هارون العدوية

                                                                      التالي السابق


                                                                      قال أصحاب اللغة : هي بكسر الحاء وسكون الميم يقال : حمى الشيء من الناس من باب ضرب يحميه حميا وحمية وحماية منعه عنهم وحمى المريض ما يضره أي : منعه إياه متعديا إلى مفعولين والأشهر تعديه إلى الثاني بالحرف وبالفارسية يرهيز نمودن .

                                                                      ( أخبرنا أبو داود ) أي : الطيالسي ( عن أم المنذر ) قال الطبراني : يقال إن [ ص: 269 ] اسمها سلمى . قاله السيوطي ( ومعه ) أي : رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( وعلي ناقه ) بالقاف المكسورة ، يقال : نقه المريض ينقه فهو ناقه إذا برأ وأفاق فكان قريب العهد من المرض لم يرجع إليه كمال صحته وقوته ( دوالي ) جمع دالية وهي العذق من البسر يعلق فإذا أرطب أكل ( يأكل منها ) أي : من دوالي ( فطفق ) أي : أخذ وشرع ( مه ) اسم فعل بمعنى كف وانته وهو مبني على السكون ( قالت ) أي : أم المنذر ( وصنعت شعيرا ) أي : نفسه أو ماءه أو دقيقه ( وسلقا ) بكسر فسكون نبت يطبخ ويؤكل ويسمى بالفارسية جغندر والمعنى وطبخت ( فجئت به ) أي : المطبوخ والمصنوع ( أصب ) أمر من الإصابة أي : أدرك من هذا .

                                                                      قال المنذري : والحديث أخرجه الترمذي وابن ماجه ، وقال الترمذي : حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث فليح بن سليمان هذا آخر كلامه . وفي قوله : لا نعرفه إلا من حديث فليح بن سليمان نظر ؛ فقد رواه غير فليح ، ذكره الحافظ أبو القاسم الدمشقي .




                                                                      الخدمات العلمية