الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7662 ) مسألة ; قال : ولا على سيد عبد عن عبده ، إذا كان السيد مسلما [ ص: 273 ] لا خلاف في هذا نعلمه ، لأنه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { لا جزية على العبد } . وعن ابن عمر مثله . ولأن ما لزم العبد إنما يؤديه سيده ، فيؤدي إيجابه على عبد المسلم إلى إيجاب الجزية على مسلم . فأما إن كان العبد لكافر ، فالمنصوص عن أحمد أنه لا جزية عليه أيضا . وهو قول عامة أهل العلم .

                                                                                                                                            قال ابن المنذر : أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم ، على أنه لا جزية على العبد . وذلك لما ذكر من الحديث ، ولأنه محقون الدم ، فأشبه النساء والصبيان ، أو لا مال له ، فأشبه الفقير العاجز . ويحتمل كلام الخرقي إيجاب الجزية عليه يؤديها سيده . وروي ذلك أيضا عن أحمد وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : لا تشتروا رقيق أهل الذمة ، ولا مما في أيديهم ; لأنهم أهل خراج ، يبيع بعضهم بعضا ، ولا يقرن أحدكم بالصغار بعد إذ أنقذه الله منه .

                                                                                                                                            قال أحمد : أراد أن يوفر الجزية ; لأن المسلم إذا اشتراه سقط عنه أداء ما يؤخذ منه ، والذمي يؤدي عنه وعن مملوكه خراج جماجمهم . وروي عن علي مثل حديث عمر . ولأنه ذكر مكلف قوي مكتسب ، فوجبت عليه الجزية ، كالحر . والأول أولى .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية