الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                      84- وقوله: (وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت) معطوفان على: (الملكين) ، أو بدل منهما، ولكنهما أعجميان فلا ينصرفان وموضعهما جر. و: (بابل) لم ينصرف لتأنيثه، وذلك أن اسم كل مؤنث على

                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 148 ] حرفين أو ثلاثة أحرف أوسطها ساكن فهو ينصرف، وما كان سوى ذلك من المؤنث فهو لا ينصرف ما دام اسما للمؤنث.

                                                                                                                                                                                                                      وقال: (حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما) فليس قوله: (فيتعلمون) جوابا لقوله: (فلا تكفر) ، إنما هو مبتدأ ثم عطف عليه فقال: (ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم) . وقال: (يفرقون به بين المرء وزوجه) لأن كل واحد منهما زوج، فالمرأة زوج والرجل زوج. قال: (وخلق منها زوجها) وقال: (من كل زوجين اثنين) . وقد يقال أيضا "هما زوج" للاثنين كما تقول: "هما سواء" و: "هما سيان". قال الشاعر [ لبيد ]:


                                                                                                                                                                                                                      (131) من كل محفوف يظل عصيه زوج عليه كلة وقرامها

                                                                                                                                                                                                                      وقد قالوا: "الزوجة". قال الشاعر: [ الأخطل ]:


                                                                                                                                                                                                                      (132) زوجة أشمط مرهوب بوادره     قد صار في رأسه التخويص والنزع

                                                                                                                                                                                                                      وقال: (ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق) فهذه لام الابتداء تدخل بعد العلم وما أشبهه ويبتدأ بعدها، تقول: "لقد علمت لزيد خير منك" قال: (لمن تبعك منهم لأملأن جهنم) وقال: (ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا) .

                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية