الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              ومن مسانيد حديثه :

              لقي من الصحابة عدة ، وروى عنهم مرسلا ومتصلا ، حدث عنه من التابعين أبو قلابة ومحمد ابن سيرين وقتادة .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، قال : ثنا الحارث بن أبي أسامة ، قال : ثنا عبد الوهاب بن عطاء ، قال : ثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن مسلم بن يسار ، عن حمران بن أبان ، عن عثمان بن عفان ، عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهم ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد حقا إلا حرم على النار : لا إله إلا الله .

              رواه يزيد بن زريع ، عن سعيد مطولا . ذكر فيه كلاما من لقاء أبي بكر عثمان وتسليمه عليه فلم يرد عليه لحديثه نفسه واهتمامه بالكلمة الناجية . هذا حديث ثابت صحيح أخرجه مسلم في صحيحه من حديث شعبة وبشر بن المفضل وابن علية ، عن خالد [ ص: 297 ] الحذاء ، عن الوليد بن مسلم ، عن حمران .

              حدثنا أبو عمرو بن حمدان ، حدثنا الحسن بن سفيان ، قال : ثنا محمد بن المنهال وعياش بن الوليد قالا : حدثنا يزيد بن زريع ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، عن مسلم بن يسار ، عن حمران قال : سمعت عثمان ودعا بماء فغسل كفيه ومضمض واستنشق وغسل وجهه ثلاثا وذراعيه ثلاثا ومسح برأسه وظهر قدميه ثم ضحك ، فقال : ألا تسألوني ما أضحكني؟ فقلنا : ما أضحكك يا أمير المؤمنين؟ قال : أضحكني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا بماء في هذا المكان فتوضأ نحوا مما توضأت ثم ضحك ، فقال رسول الله : ألا تسألوني ما أضحكني ، فقلنا : ما أضحكك يا رسول الله؟ قال : أضحكني أن العبد إذا غسل وجهه حط الله تعالى عنه كل خطيئة أصابها بوجهه ، فإذا غسل ذراعيه كذلك ، وإذا مسح برأسه كذلك ، وإذا طهر قدميه كذلك .

              هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث حمران ، رواه عنه من لا يحصون كثرة . ورواه سعيد بن بشير ، عن قتادة ، عن أبي قلابة ، عن مسلم ، عن حمران .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، قال : ثنا الحسن بن جرير الصوري ومحمد بن هارون بن بكار ، قالا : حدثنا العباس بن الوليد الخلال ، قال : ثنا مروان بن محمد ، قال : ثنا سعيد بن بشير ، عن قتادة ، عن أبي قلابة ، عن مسلم بن يسار ، عن حمران ، عن عثمان ، فذكر مثله نحوه .

              تفرد به سعيد بن بشير بإدخال أبي قلابة بين قتادة ومسلم بن يسار ، وهذا حديث رواه أعلام التابعين عن التابعين فإن قتادة تابعي ، ومسلم بن يسار تابعي ، وحمران تابعي .

              حدثنا محمد بن معمر ، قال : ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ، قال : ثنا سليمان بن حرب ، قال : ثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، قال : كنت بالشام في حلقة فيها مسلم بن يسار فجاء أبو الأشعث الصنعاني فأرسل له القوم ، فقالوا : أبو الأشعث ، أبو الأشعث ، فقلت : يا أبا الأشعث حدث أخاك حديث عبادة بن الصامت ، فقال : كنا مع معاوية في غزاة فغنمنا غنائم كثيرة ، فكان فيها آنية من فضة ، فأمر معاوية رجلا ببيعها من الناس في أعطياتهم ، فبلغ ذلك عبادة ، فقام [ ص: 298 ] فقال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن بيع الذهب بالذهب والورق بالورق والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح ، إلا سواء بسواء ، مثلا بمثل ، عينا بعين ، فمن زاد أو استزاد فقد أربى ، فرد الناس ما كانوا أخذوا ، فذهب رجل إلى معاوية وأخبره الخبر ، فقام خطيبا فقال : ما بال أقوام يحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث ، قد صحبناه ورأيناه فما سمعناه منه ، فقام عبادة بن الصامت فأعاد الحديث ، وقال : والله لنحدثن بما سمعنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن زعم معاوية - أو قال : وإن كره معاوية - والله ما أبالي أني لا أصحبه في حياتي ليلة سوداء .

              هذا حديث صحيح ثابت ، أخرجه مسلم في صحيحه عن القواريري ، عن حماد بن زيد ، ورواه عبد الوهاب ووهيب ، عن أيوب ، عن محمد ابن سيرين ، عن مسلم ، عن عبادة نفسه . ورواه هشام بن حسان ، وسلمة بن علقمة ، عن محمد بن مسلم بن يسار ورجل آخر ، عن عبادة ولم يذكروا أبا الأشعث .

              ورواه صالح أبو الخليل ، عن مسلم كرواية أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أبي الأشعث . وكذلك رواه قتادة ، عن مسلم بن يسار ، عن أبي الأشعث .

              حدثنا عبد الله بن جعفر ، قال : ثنا إسماعيل بن عبد الله ، قال : ثنا قرة بن حبيب القنوي ، قال : ثنا الهيثم بن قيس الفايشي ، عن عبد الله بن مسلم بن يسار ، عن أبيه ، عن جده ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في المسح على الخفين : للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن وللمقيم يوم وليلة .

              غريب من حديث مسلم ، ومن حديث أبيه وابنه ، تفرد برفعه الهيثم بن قيس وهو بصري .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية