الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1541 [ ص: 263 ] باب الكلام في الطواف

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي: هذا باب في بيان إباحة الكلام في الطواف، وإنما أطلق ولم يبين الحكم فيه من حيث إن المراد مطلق الإباحة من الكلام الذي ليس فيه المؤاخذة، كما ورد في الحديث المشهور عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما موقوفا ومرفوعا "الطواف بالبيت صلاة إلا أن الله تعالى أباح الكلام فيه، فمن نطق فلا ينطق إلا بخير" رواه الحاكم، وفي لفظ: "الطواف مثل الصلاة إلا أنكم تتكلمون، فمن تكلم فيه فلا يتكلم إلا بخير" ورواه ابن حبان في صحيحه من حديث فضيل بن عياض، عن عطاء بلفظ "الطواف بالبيت صلاة إلا أن الله أحل فيه النطق، فمن نطق فلا ينطق إلا بخير" ورواه الترمذي من حديث طاوس، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الطواف حول البيت مثل الصلاة إلا أنكم تتكلمون فيه، فمن تكلم فيه فلا يتكلم إلا بخير" وقال أبو عيسى: وقد روي عن ابن طاوس وغيره، عن ابن عباس موقوفا، ولا نعرفه مرفوعا إلا من حديث عطاء بن السائب.

                                                                                                                                                                                  وقال النسائي: أخبرنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا أبو عوانة، عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاوس، عن ابن عباس قال: "الطواف بالبيت صلاة فأقلوا به الكلام" وقال الشافعي: حدثنا سعيد بن سالم، عن حنظلة، عن طاوس، عن ابن عمر أنه قال: "أقلوا الكلام في الطواف فإنما أنتم في صلاة" وعنده أيضا عن إبراهيم بن نافع قال: "كلمت طاوسا في الطواف فكلمني" وقال الترمذي: والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم أنهم يستحبون أن لا يتكلم الرجل في الطواف إلا بحاجة أو بذكر الله أو من العلم.

                                                                                                                                                                                  وقال أبو عمر عن عطاء أنه كان يكره الكلام في الطواف إلا الشيء اليسير، وكان مجاهد يقرأ عليه القرآن في الطواف.

                                                                                                                                                                                  وقال مالك: لا أدري ذلك وليقبل على طوافه.

                                                                                                                                                                                  وقال الشافعي: أنا أحب القراءة في الطواف وهو أفضل ما يتكلم به الإنسان، وفي شرح المهذب: يكره للإنسان الطائف الأكل والشرب في الطواف، وكراهة الشرب أخف ولا يبطل الطواف بواحد منهما ولا بهما جميعا.

                                                                                                                                                                                  وقال الشافعي: روي عن ابن عباس أنه شرب وهو يطوف.

                                                                                                                                                                                  وقال ابن بطال: كره جماعة قراءة القرآن في الطواف، منهم عروة والحسن ومالك، وقال: ما ذاك من عمل الناس ولا بأس به إذا أخفاه ولا يكثر منه.

                                                                                                                                                                                  وقال عطاء: قراءة القرآن في الطواف محدث.



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية