الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 195 ] باب صلاة الكسوف وإذا كسفت الشمس أو القمر ، فزع الناس إلى الصلاة . جماعة وفرادى بإذن الإمام وغير إذنه ، وينادى لها : الصلاة جامعة

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          باب صلاة الكسوف

                                                                                                                          يقال : كسفت بفتح الكاف وضمها ، ومثله خسفت ، وقيل : الكسوف للشمس ، والخسوف للقمر ، وقيل : عكسه ; وهو مردود بقوله تعالى وخسف القمر [ القيامة : 8 ] وقيل : الكسوف في أوله ، والخسوف في آخره ، وقيل : الكسوف الذهاب كله .

                                                                                                                          وفعلها ثابت بالسنة المشهورة ، واستنبطها بعضهم من قوله تعالى ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن [ فصلت : 37 ] .

                                                                                                                          ( وإذا كسفت الشمس أو القمر ) استعمله فيهما ( فزع الناس إلى الصلاة ) هي سنة مؤكدة حكاه ابن هبيرة والنووي إجماعا ، وقدم ; لقوله ـ عليه السلام ـ إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا رأيتم ذلك فصلوا متفق عليه . فأمر بالصلاة لهما أمرا واحدا ، وروى أحمد معناه ، ولفظه فافزعوا إلى المساجد وروى الشافعي من رواية إبراهيم بن أبي يحيى : أن القمر خسف ، وابن عباس أمير على البصرة ، فخرج فصلى بالناس ركعتين ، في كل ركعة ركعتان ، وقال : إنما صليت كما رأيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصلي ; وهو شامل للحضر والسفر ، والرجال والنساء ، وإن حضرها ذوي الهيئات [ ص: 196 ] مع الرجال فحسن ، وكذا للصبيان حضورها ، واستحبه ابن حامد لهم ، وللعجائز كجمعة وعيد ( جماعة ) في جامع أفضل ، لقول عائشة خرج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى المسجد فقام ، وكبر ، وصف الناس وراءه متفق عليه ، ولما فيه من المبادرة بها ، لخوف فوتها بالتجلي ، وعنه : بالمصلى أفضل ( وفرادى ) لأنها نافلة ليس من شرطها الاستيطان ، فلم يشترط لها جماعة كالنوافل ( بإذن الإمام ، وغير إذنه ) لأنها نافلة ، وإذنه ليس شرطا فيها ، وكصلاتها منفردا ، وعنه : بلى كالعيد ( وينادى لها : الصلاة جامعة ) لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعث مناديا فنادى : الصلاة جامعة متفق عليه ، والأول منصوب على الإغراء ، والثاني على الحال ، وفي " الرعاية " برفعها ونصبها ، ووقتهما من حين الكسوف إلى الانجلاء ، ولا تقضى كاستسقاء ، وتحية مسجد




                                                                                                                          الخدمات العلمية