الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            2827 - ذكر نكاح الكلابية وطلاقها

                                                                                            6895 - حدثنا بشرح هذه القصة أبو عبد الله الأنصاري ، ثنا الحسن بن الجهم ، ثنا الحسين بن الفرج ، ثنا محمد بن عمر ، ثنا محمد بن يعقوب بن عتبة ، عن عبد الواحد بن أبي عون الدوسي ، قال : قدم النعمان بن أبي جون الكندي وكان ينزل وبنو أبيه نجدا مما يلي الشربة فقدم على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - مسلما ، فقال : يا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، ألا أزوجك أجمل أيم في العرب كانت تحت ابن عم لها فتوفي عنها فتأيمت وقد رغبت فيك وخطبت إليك ، فتزوجها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - على اثنتي عشرة أوقية ونش ، فقال : يا رسول الله لا تقصر بها في المهر فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " ما أصدقت أحدا من نسائي فوق هذا ولا أصدق أحدا من بناتي فوق هذا " ، فقال النعمان بن أبي جون : ففيك الأسى ، فقال : فابعث يا رسول الله إلى أهلك من يحملهم إليك فإني خارج مع رسولك فمرسل أهلك معه فبعث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أبا أسيد الساعدي فلما قدما عليها جلست في بيتها وأذنت له أن يدخل ، فقال أبو أسيد : إن نساء رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لا يراهن الرجال ، قال أبو أسيد - وذلك بعد أن نزل الحجاب ، فأرسلت إليه فيسر لي أمري - قال : حجاب بينك وبين من تكلمين من الرجال إلا ذا محرم منك ، ففعلت ، فقال أبو أسيد : فأقمت ثلاثة أيام ثم تحملت مع الظعينة على جمل في محفة ، فأقبلت بها حتى قدمت المدينة ، فأنزلتها في بني ساعدة فدخل عليها نساء الحي فرحبن بها وسهلن وخرجن من عندها فذكرن جمالها وشاع ذلك بالمدينة وتحدثوا بقدومها . قال أبو أسيد الساعدي : ورجعت إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وهو في بني عمرو بن عوف فأخبرته ودخل عليها داخل من النساء لما بلغهن من جمالها وكانت من أجمل النساء ، فقالت : إنك من الملوك فإن كنت تريدين أن تحظي عند رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فاستعيذي منه فإنك تحظين عنده ويرغب فيك .

                                                                                            [ ص: 48 ]

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية