الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7730 ) مسألة ; قال : ( وإذا صاد بالمعراض ، أكل ما قتل بحده ، ولا يأكل ما قتل بعرضه ) المعراض : عود محدد ، وربما جعل في رأسه حديدة . قال أحمد : المعراض يشبه السهم ، يحذف به الصيد بحده ، فربما خرق وقتل ، فيباح ، وربما أصاب بعرضه ، فقتل بثقله ، فيكون موقوذا ، فلا يباح .

                                                                                                                                            وهذا قول علي وعثمان ، [ ص: 306 ] وعمار ، وابن عباس . وبه قال النخعي ، والحكم ، ومالك ، والثوري ، والشافعي ، وأبو حنيفة ، وإسحاق ، وأبو ثور . وقال الأوزاعي ، وأهل الشام : يباح ما قتله بحده وعرضه . وقال ابن عمر : ما رمي من الصيد بجلاهق أو معراض ، فهو من الموقوذة . وبه قال الحسن .

                                                                                                                                            ولنا ، ما روى عدي بن حاتم ، قال : { سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيد المعراض ، فقال : ما خرق فكل ، وما قتل بعرضه فهو وقيذ ، فلا تأكل } متفق عليه . وهذا نص ، ولأن ما قتله بحده بمنزلة ما طعنه برمحه ، أو رماه بسهمه ، ولأنه محدد خرق وقتل بحده ، وما قتل بعرضه إنما يقتله بثقله . فهو موقوذ ، كالذي رماه بحجر أو ببندقة .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية