الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              4207 [ ص: 26 ] 3 - باب: [قوله تعالى]: فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون [البقرة: 22]

                                                                                                                                                                                                                              4477 - حدثني عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير عن منصور، عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله قال سألت النبي - صلى الله عليه وسلم: أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: "أن تجعل لله ندا وهو خلقك". قلت: إن ذلك لعظيم، قلت: ثم أي؟ قال: "وأن تقتل ولدك تخاف أن يطعم معك". قلت: ثم أي؟ قال: "أن تزاني حليلة جارك". [4761، 6001، 6811، 6861، 7520، 7532 - مسلم: 86 - فتح: 8 \ 163]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث عبد الله : سألت النبي - صلى الله عليه وسلم: أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: "أن تجعل لله ندا وهو خلقك". قلت: إن ذلك لعظيم، قلت: ثم أي؟ قال: "أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك". قلت: ثم أي؟ قال: "أن تزاني حليلة جارك".

                                                                                                                                                                                                                              الشرح:

                                                                                                                                                                                                                              هذا الحديث يأتي في سورة الفرقان.

                                                                                                                                                                                                                              وأخرجه في الأدب، والمحاربين، والديات، والتوحيد.

                                                                                                                                                                                                                              وأخرجه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه .

                                                                                                                                                                                                                              والند: ما كان مثل الشيء يضاده في أموره. والنديد: الند. قاله الخليل. وأي هنا مشدد منون. قال ابن الجوزي : كذا سمعته من أبي محمد بن الخشاب. قال: ولا يجوز إلا تنوينه؛ لأنه اسم معرب [غير] مضاف.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 27 ] وتزاني: تفاعل، من الزنا. معناه: أن يزني بها برضاها. والحليلة -بالحاء المهملة: الزوجة لأنها تحل له، وهو يحل لها؛ لكونها تحل معه، أو لأن كلا منهما يحل أزرة الآخر، وهي أيضا عرسه وقعيدته وبيته وغير ذلك.

                                                                                                                                                                                                                              ولما كان الشرك أعظم الذنوب بدأ به؛ لأنه جحد التوحيد، قال تعالى: إن الشرك لظلم عظيم [لقمان: 13]، ثم ثناه بالقتل، وهو عند أصحابنا. ثاني الشرك، ثم الزنا؛ لأنه سبب لاختلاط الأنساب، لا سيما مع حليلة الجار؛ لأن الجار محله الذب عنه، وعن حريمه، فإذا قابله بالزنا كان من أقبح الأشياء.

                                                                                                                                                                                                                              وفيه: ذم البخل؛ لأنه أداه إلى قتل ولده مخافة الأكل معه.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية