الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب مناقب زيد بن حارثة مولى النبي صلى الله عليه وسلم وقال البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنت أخونا ومولانا

                                                                                                                                                                                                        3524 حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان قال حدثني عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم بعثا وأمر عليهم أسامة بن زيد فطعن بعض الناس في إمارته فقال النبي صلى الله عليه وسلم أن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل وايم الله إن كان لخليقا للإمارة وإن كان لمن أحب الناس إلي وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده [ ص: 109 ]

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        [ ص: 109 ] قوله : ( مناقب زيد بن حارثة مولى النبي - صلى الله عليه وسلم ) وهو من بني كلب أسر في الجاهلية فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة فاستوهبه النبي - صلى الله عليه وسلم - منها ، ذكر قصته محمد بن إسحاق في السيرة وأن أباه وعمته أتيا مكة فوجداه فطلبا أن يفدياه فخيره النبي - صلى الله عليه وسلم - بين أن يدفعه إليهما أو يثبت عنده فاختار أن يبقى عنده ، وقد أخرج ابن منده في " معرفة الصحابة " وتمام فوائده بإسناد مستغرب عن آل بيت زيد بن حارثة أن حارثة أسلم يومئذ ، وهو حارثة بن شرحبيل بن كعب بن عبد العزى الكلبي ، وأخرج الترمذي من طريق جبلة بن حارثة قال : قلت : يا رسول الله ، ابعث معي أخي زيدا . قال : إن انطلق معك لم أمنعه . فقال زيد : يا رسول الله والله لا أختار عليك أحدا واستشهد زيد بن حارثة في غزوة مؤتة ، ومات أسامة بن زيد بالمدينة أو بوادي القرى سنة أربع وخمسين وقيل : قبل ذلك ، وكان قد سكن المزة من عمل دمشق مدة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقال البراء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنت أخونا ومولانا ) هو طرف من الحديث المشار إليه في ترجمة جعفر بن أبي طالب .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حدثنا سليمان ) هو ابن بلال .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - بعثا ) هو البعث الذي أمر بتجهيزه في مرض وفاته وقال : أنفذوا بعث أسامة فأنفذه أبو بكر رضي الله عنه بعده ، وسيأتي بيانه في أواخر الوفاة النبوية إن شاء الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فطعن بعض الناس في إمارته ) سمى ممن طعن في ذلك عياش بن أبي ربيعة المخزومي كما سيأتي بسط ذلك في آخر المغازي .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( تطعنون ) بفتح العين يقال طعن يطعن بالفتح في العرض والنسب ، وبالضم بالرمح واليد ، ويقال هما لغتان فيهما .

                                                                                                                                                                                                        [ ص: 110 ] قوله : ( فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل ) يشير إلى إمارة زيد بن حارثة في غزوة مؤتة ، وعند النسائي عن عائشة قالت : ما بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زيد بن حارثة في جيش قط إلا أمره عليهم وفيه جواز إمارة المولى وتولية الصغار على الكبار والمفضول على الفاضل ؛ لأنه كان في الجيش - الذي كان عليهم أسامة - أبو بكر وعمر .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية