الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              4211 [ ص: 37 ] 7 - باب: قوله: ما ننسخ من آية أو ننسها [البقرة: 106]

                                                                                                                                                                                                                              4481 - حدثنا عمرو بن علي، حدثنا يحيى، حدثنا سفيان، عن حبيب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال عمر - رضي الله عنه: أقرؤنا أبي، وأقضانا علي، وإنا لندع من قول أبي؛ وذاك أن أبيا يقول: لا أدع شيئا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد قال الله تعالى: ما ننسخ من آية أو ننسها [البقرة: 106]. [5005 - فتح: 8 \ 167]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه عن حبيب -هو ابن أبي ثابت- عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال عمر : أقرؤنا أبي، وأقضانا علي، وإنا لندع من قول أبي؛ وذاك أن أبيا يقول: لا أدع شيئا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد قال الله تعالى: ما ننسخ من آية أو ننسها [البقرة: 106].

                                                                                                                                                                                                                              كذا وقع هنا، والمعروف عن عمر أنه كان يقرؤها (أو ننساها) وكذا ذكره بعد في فضائل القرآن بالإسناد المذكور، رواه هناك صدقة بن الفضل، عن يحيى، عن سفيان . وهنا عن عمرو بن علي، عن يحيى به. ويأتي في فضائل القرآن أيضا

                                                                                                                                                                                                                              وحبيب هذا كان مدلسا فيما ذكره ابن حبان ، مات سنة تسع عشرة ومائة.

                                                                                                                                                                                                                              ومعنى ( ننسخ من آية ): نغير حكمها. ومعنى ( ننسها ): نؤخر، قرأ ابن كثير وأبو عمرو بفتح النون مع الهمز، والباقون بفتحها

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 38 ] وكسر السين من غير همز، وقرأ سعد بن أبي وقاص (تنسها) يعني: الخطاب.

                                                                                                                                                                                                                              نأت بخير منها أرفق وأخف وأنفع مثلها في الخفة والثواب، كنسخ بيت المقدس بالكعبة.

                                                                                                                                                                                                                              وقول أبي: (لا أدع شيئا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم) إنما ذلك أن يسمع شيئا ثم يسمع غيره، ثم يقرأ تلك السورة فلا يذكر فيها ما سمع ويواظب على ذلك ويقول: إن الآية قد نسخت، فنطق أبي بما سمع ويأخذ هؤلاء بالنسخ، ولعله لا يخبره بالنسخ لا واحد ولا غيره ممن أنكر النسخ، وقالوا: إنه بلاء، وقد يحدث على الإنسان فن من فنون العلم يفوق به أصحابه، أو يرزق بخير ذلك الفن من التعرف ما لا يرزقه غيره وإن شاركه في ذلك غيره.

                                                                                                                                                                                                                              فائدة:

                                                                                                                                                                                                                              جعل هذا الحديث جماعة من مسند أبي: [أبو] مسعود والحميدي وابن عساكر ، وخالف غيرهم فجعله من مسند عمر .




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية