الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      [ المسألة ] الرابعة

                                                      الخطاب " بيا أهل الكتاب " لا يشمل الأمة إلا بدليل منفصل ، لأن اللفظ قاصر عليهم ، قال أبو البركات بن تيمية في مسودته الأصولية هو على وجهين .

                                                      أحدهما : خطاب على لسان محمد صلى الله عليه وسلم كقوله : { يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم } { يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي } فهذا حكم سائر الناس فيه حكم بني إسرائيل ، وأهل الكتاب إن شاركوهم في المعنى دخلوا وإلا فلا ، لأن بني إسرائيل وأهل الكتاب صنف من المأمورين بالقرآن ، نظير خطابه لواحد من الأمة يثبت الحكم في حق مثله ، ثم هل عم عرفا أو عقلا ؟ فيه الخلاف المشهور .

                                                      والثاني : خطابه لهم على لسان موسى وغيره من الأنبياء ، فهي مسألة شرع من قبلنا ، والحكم هنا لا يثبت بطريق العموم الخطابي قطعا ، لكن يثبت بطريق الاعتبار العقلي عند الجمهور ، كما دل عليه قوله تعالى : { لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب } وقوله : { فاعتبروا يا أولي الأبصار } ونحوه ، والحاصل أن العموم يكون تارة للأشخاص ، وتارة للأفعال ، وفي كلا الموضعين يعم ، [ ص: 250 ] وهل هو بالوضع اللغوي ، أو بالعبارة العرفية ، أو بالعبرة العقلية ؟

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية