الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              4213 [ ص: 41 ] 9 - باب: قوله: واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى [البقرة: 125]

                                                                                                                                                                                                                              مثابة [البقرة: 125] يثوبون: إليه: أي: يرجعون.

                                                                                                                                                                                                                              4483 - حدثنا مسدد، عن يحيى بن سعيد، عن حميد، عن أنس قال: قال عمر: وافقت الله في ثلاث -أو وافقني ربي في ثلاث- قلت: يا رسول الله، لو اتخذت مقام إبراهيم مصلى؟ وقلت: يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر، فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب؟ فأنزل الله آية الحجاب. قال: وبلغني معاتبة النبي - صلى الله عليه وسلم - بعض نسائه، فدخلت عليهن قلت: إن انتهيتن أو ليبدلن الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - خيرا منكن. حتى أتيت إحدى نسائه، قالت يا عمر، أما في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يعظ نساءه، حتى تعظهن أنت؟! فأنزل الله عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات الآية [التحريم: 5] وقال ابن أبي مريم: أخبرنا يحيى بن أيوب، حدثني حميد، سمعت أنسا، عن عمر. [انظر: 402 - مسلم: 2399 - فتح: 8 \ 168]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ثم ساق حديث أنس - رضي الله عنه - عن عمر - رضي الله عنه: وافقت ربي في ثلاث. وقد سلف بطوله في باب ما جاء في القبلة من كتاب الصلاة.

                                                                                                                                                                                                                              وما ذكره في تفسير مثابة هو قول مجاهد وقتادة كما ذكره عبد بن حميد في "تفسيره" والطبري عن ابن عباس وغيره. وقيل: من الثواب الحاصل لمن آمن فيكون المعنى: جعلت البيت إثابة أو

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 42 ] بمنزلتها. وقرأ نافع وابن عامر بفتح الخاء على الخبر، والباقون بالكسر على الأمر.

                                                                                                                                                                                                                              والمقام بفتح الميم: موضع القيام، فإن ضممت كان المراد الإقامة، وقد تستعمل كل منهما موضع الآخر كما نبه عليه ابن الجوزي . وقد أسلفت في الصلاة الخلاف في المقام ما هو في باب قوله: واتخذوا .




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية