الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              4221 [ ص: 54 ] 17 - باب: قوله: الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم الآية. [البقرة: 146]

                                                                                                                                                                                                                              4491 - حدثنا يحيى بن قزعة، حدثنا مالك، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: بينا الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت فقال إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أنزل عليه الليلة قرآن، وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها. وكانت وجوههم إلى الشأم فاستداروا إلى الكعبة. [انظر: 403 - مسلم: 526 - فتح: 8 \ 174]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث ابن عمر أيضا.

                                                                                                                                                                                                                              قال قتادة والضحاك : أي: يعرفون أن القبلة هي الكعبة، أي: قبلة الأنبياء كمعرفتهم أبناءهم.

                                                                                                                                                                                                                              وقال الواحدي : نزلت في مؤمني أهل الكتاب؛ عبد الله بن سلام وأصحابه كانوا يعرفون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصفته في كتابهم كما يعرف ولده إذا رآه، قال ابن سلام: لأنا كنت أشد معرفة برسول الله - صلى الله عليه وسلم - مني بابني، فقال له عمر : وكيف ذاك؟ قال: لأني أشهد أن محمدا رسول الله حقا يقينا وأنا لا أشهد بذلك لابني؛ لأنني لا أدري ما أحدثت النساء، فقال له عمر : وفقك الله.

                                                                                                                                                                                                                              وقال الزمخشري : أي: يعرفون الرسول بخلته فلا يشتبه عليهم كما لا يشتبه أبناؤهم عليهم، وأضمر الرسول ولم يتقدم ذكره؛ لأن الكلام نزل عليه، وفي هذا الإضمار تفخيم وأنه لشهرته معلوم بغير إعلام، وقيل: الضمير للعلم أو القرآن أو لتحويل القبلة.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 55 ] وقوله: ( كما يعرفون أبناءهم ) ويشهد للأول، وخص الأبناء؛ لأنهم أعرف وأشهر لصحبة الآباء.

                                                                                                                                                                                                                              وفي "تفسير مقاتل " قال حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف وكعب بن أسيد وابن صوريا وكنانة ووهب بن يهوذا وأبو رافع لرسول الله - صلى الله عليه وسلم: لم تطوفون بالكعبة، حجارة مثبتة؟ فقال - عليه السلام: "إنكم لتعلمون أن الطواف بالبيت حق وأنه هو القبلة مكتوب في التوراة والإنجيل" فنزلت.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: ( الممترين ) أي: الشاكين. حذر الله نبيه أن يأخذ بقلبه شيئا من قولهم.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية