الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
[فصل]

في سجود التلاوة

وهو مما يتأكد الاعتناء به؛ فقد أجمع العلماء على الأمر بسجود التلاوة ، واختلفوا في أنه أمر استحباب أم إيجاب؟

فقال الجماهير: ليس بواجب بل مستحب، وهذا قول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وابن عباس ، وعمران بن حصين ، ومالك ، والأوزاعي ، والشافعي ، وأحمد ، وإسحاق ، وأبي ثور ، وداود ، وغيرهم.

وقال أبو حنيفة - رحمه الله -: هو واجب، واحتج بقوله تعالى: فما لهم لا يؤمنون وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون

واحتج الجمهور بما صح عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قرأ على المنبر يوم الجمعة سورة النمل، حتى إذا جاء السجدة [ ص: 136 ] نزل فسجد، وسجد الناس، حتى إذا كانت الجمعة القابلة قرأ بها، حتى إذا جاء السجدة قال: يا أيها الناس إنما نمر بالسجود فمن سجد فقد أصاب، ومن لم يسجد فلا إثم عليه، ولم يسجد عمر رواه البخاري .

وهذا الفعل والقول من عمر - رضي الله عنه - في هذا المجمع دليل ظاهر.

وأما الجواب عن الآية التي احتج بها أبو حنيفة - رضي الله عنه – فظاهر؛ لأن المراد ذمهم على ترك السجود؛ تكذيبا، كما قال تعالى بعده: بل الذين كفروا يكذبون

وثبت في الصحيحين، عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - أنه قرأ على النبي - صلى الله عليه وسلم -: (والنجم) فلم يسجد .

وثبت في الصحيحين أنه - صلى الله عليه وسلم - سجد في (النجم) فدل على أنه ليس بواجب.

التالي السابق


الخدمات العلمية