الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 172 ] الذين يتخذون الكافرين أولياء في موضع النصب أو الرفع على الذم، على معنى: أريد بهم الذين، أو هم الذين، ويجوز أن يكون منصوبا على اتباع المنافقين، ولا يمنع منه وجود الفاصل، فقد جوزه العرب، والمراد بالكافرين قيل: اليهود، وقيل: مشركو العرب، وقيل: ما يعم ذلك والنصارى، وأيد الأول بما روي أنه كان يقول بعضهم لبعض: إن أمر محمد - صلى الله عليه وسلم لا يتم، فتولوا اليهود.

                                                                                                                                                                                                                                      من دون المؤمنين أي: متجاوزين ولاية المؤمنين، وهو حال من فاعل (يتخذون أيبتغون أي: المنافقون عندهم أي: الكافرين العزة أي: القوة والمنعة، وأصلها الشدة، ومنه قيل للأرض الصلبة: عزاز، والاستفهام للإنكار، والجملة معترضة مقررة لما قبلها، وقيل: للتهكم، وقيل: للتعجب.

                                                                                                                                                                                                                                      فإن العزة لله جميعا أي أنها مختصة به تعالى، يعطيها من يشاء، وقد كتبها سبحانه لأوليائه، فقال عز شأنه: ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين والجملة تعليل لما يفيده الاستفهام الإنكاري من بطلان رأيهم، وخيبة رجائهم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: بيان لوجه التهكم أو التعجب، وقيل: إنها جواب شرط محذوف، أي: إن يبتغوا العزة من هؤلاء فإن العزة، إلخ، وهي على هذا التقدير قائمة مقام الجواب لا أنها الجواب حقيقة و(جميعا) قيل: حال من الضمير في الجار والمجرور لاعتماده على المبتدأ، وليس في الكلام مضاف، أي: لأولياء، كما زعمه البعض.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية