الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
كيفية الزيارة الشرعية للقبور

وأما زيارة القبور المشروعة، فهو أن يسلم على الميت، ويدعو له، بمنزلة الصلاة على جنازته، كما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: "سلام عليكم أهل ديار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية، اللهم لا تحرمنا أجرهم، ولا تفتنا بعدهم".

وروي عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنه قال: "ما من رجل يمر بقبر رجل كان يعرفه في الدنيا، فيسلم عليه، إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام".

[ ص: 11 ] والله تعالى يثيب الحي إذا دعا للميت المؤمن، كما يثيبه إذا صلى على جنازته؛ ولهذا نهي النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يفعل ذلك بالمنافقين، فقال عز من قائل -: ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره [التوبة: 84].

فليس في الزيارة الشرعية حاجة الحي إلى الميت، ولا مسألته، ولا تسوله به، بل فيها منفعة الحي للميت; كالصلاة عليه، والله تعالى يرحم هذا بدعاء هذا، وإحسانه إليه، ويثيب هذا على عمله.

فإنه ثبت في الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنه قال: "إذا مات ابن آدم، انقطع عمله إلا من ثلاث: 1- صدقة جارية 2- أو علم ينتفع به من بعده 3- أو ولد صالح يدعو له".

التالي السابق


الخدمات العلمية