الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 829 ) مسألة : قال : وقد روي عن أبي عبد الله رحمه الله ، رواية أخرى ، أنهم يسجدون بالأرض اختلفت الرواية عن أحمد رحمه الله ، في العراة إذا صلوا قعودا ; فروي عنه أنهم يومئون بالركوع والسجود ; لأن القيام سقط عنهم لحفظ عوراتهم ، فيسقط السجود ; لأن ظهورها بالسجود أكثر وأفحش ، فوجب أن يسقط . وروي أنهم يسجدون بالأرض ; لأن السجود آكد من القيام ; لكونه مقصودا في نفسه ، ولا يسقط فيما يسقط فيه القيام ، وهو صلاة النافلة ، فلهذا لم يسقط وقد اختلف عن أحمد ، في القيام أيضا ; فروي عنه أن العراة يصلون قياما ، فإنه قال في العراة : يقوم إمامهم في وسطهم . وروى عنه الأثرم أنه قال : إن توارى بعضهم ببعض ; فصلوا قياما ، فهذا لا بأس به .

                                                                                                                                            قيل : فيومئون أم يسجدون ؟ قال : سبحان الله ، السجود لا بد منه . فهذا يدل على أن السجود لا يسقط ، وأن الأفضل القيام في الخلوة ، إلا أن الخلال قال : هذا توهم من الأثرم ، ومعنى قوله : يقوم في وسطهم . كقوله تعالى : ( إلا ما دمت عليه قائما ) . لم يرد به القيام على رجل .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية