nindex.php?page=treesubj&link=28983_28723_29693_34268_34513nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=53وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور [ ص: 48 ] رحيم nindex.php?page=treesubj&link=28983_31895_31897nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=54وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين nindex.php?page=treesubj&link=28983_31895_31897nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=55قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم
قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=53وما أبرئ نفسي فيه ثلاثة أوجه: أحدها: أنه قول
العزيز أي : وما أبرئ نفسي من سوء الظن
بيوسف. nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=53إن النفس لأمارة بالسوء يحتمل وجهين: أحدهما: الأمارة بسوء الظن.
الثاني: بالاتهام عند الارتياب.
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=53إلا ما رحم ربي يحتمل وجهين: أحدهما: إلا ما رحم ربي إن كفاه سوء الظن.
الثاني: أن يثنيه حتى لا يعمل. فهذا تأويل من زعم أنه قول
العزيز.
الوجه الثاني: أنه قول
امرأة العزيز وما أبرئ نفسي إن كنت راودت
يوسف عن نفسه لأن النفس باعثة على السوء إذا غلبت الشهوة عليها.
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=53إلا ما رحم ربي يحتمل وجهين: أحدهما: إلا ما رحم ربي من نزع شهوته منه.
الثاني: إلا ما رحم ربي في قهره لشهوة نفسه ، فهذا تأويل من زعم أنه من قول
امرأة العزيز.
الوجه الثاني: أنه من قول
يوسف ، واختلف قائلو هذا في سببه على أربعة أقاويل: أحدها: أن
يوسف لما قال
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=52ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب قالت
امرأة العزيز: ولا حين حللت السراويل؟ فقال: وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي. [ ص: 49 ] الثاني: أن
يوسف لما قال ذلك غمزه
جبريل عليه السلام فقال: ولا حين هممت؟ فقال
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=53وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
الثالث: أن الملك الذي مع
يوسف قال له: اذكر ما هممت به ، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=53وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة .
الرابع: أن
يوسف لما قال
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=52ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب كره نبي الله أن يكون قد زكى نفسه فقال
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=53وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن. ويحتمل قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=53لأمارة بالسوء وجهين: أحدهما: يعني أنها مائلة إلى الهوى بالأمر بالسوء.
الثاني: أنها تستثقل من عزائم الأمور ما إن لم يصادف حزما أفضت إلى السوء. قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=54وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي وهذا قول الملك الأكبر لما علم أمانة
يوسف اختاره ليستخلصه لنفسه في خاص خدمته.
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=54فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين لأنه استدل بكلامه على عقله ، وبعصمته على أمانته فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=54إنك اليوم لدينا مكين أمين وهذه منزلة العاقل العفيف. وفي قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=54مكين وجهان: أحدهما: وجيه ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17131مقاتل.
الثاني: متمكن في المنزلة الرفيعة. وفي قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=54أمين ثلاثة أوجه: أحدها: أنه بمعنى : آمن لا تخاف العواقب ، قاله
ابن شجرة.
الثاني: أنه بمعنى : مأمون ثقة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14387ابن عيسى.
الثالث: حافظ ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17131مقاتل. قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=55قال اجعلني على خزائن الأرض أي على خزائن أرضك ، وفيها قولان:
[ ص: 50 ] أحدهما: هو قول بعض المتعمقة أن الخزائن ها هنا الرجال ؛ لأن الأفعال والأقوال مخزونة فيهم فصاروا خزائن لها.
الثاني: وهو قول أصحاب الظاهر أنها خزائن الأموال ، وفيها قولان: أحدهما: أنه سأله جميع الخزائن ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد.
الثاني: أنه سأله خزائن الطعام ، قاله
شيبة بن نعامة الضبي. وفي هذا دليل على جواز أن يخطب الإنسان عملا يكون له أهلا وهو بحقوقه وشروطه قائم. فيما حكى
nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال: نزعني
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب عن عمل
البحرين ثم دعاني إليها فأبيت ، فقال: لم؟ وقد سأل
يوسف العمل. فإن كان المولي ظالما فقد اختلف الناس في جواز
nindex.php?page=treesubj&link=7715الولاية من قبله على قولين: أحدهما: جوازها إن عمل بالحق فيما تقلده ؛ لأن
يوسف عليه السلام ولي من قبل
فرعون ، ولأن الاعتبار في حقه بفعله لا بفعل غيره.
الثاني: لا يجوز ذلك له لما فيه من تولي الظالمين بالمعونة لهم وتزكيتهم بتنفيذ أعمالهم.
[ ص: 51 ] وأجاب من ذهب إلى هذا القول عن ولايته من قبل
فرعون بجوابين: أحدهما: أن
فرعون يوسف كان صالحا ، وإنما الطاغي
فرعون موسى.
الثاني: أنه نظر له في أملاكه دون أعماله فزالت عنه التبعة فيه. والأصح من إطلاق هذين القولين أن يفصل ما يتولاه من جهة الظالم على ثلاثة أقسام: أحدها: ما يجوز لأهله فعله من غير اجتهاد في تنفيذه كالصدقات والزكوات فيجوز توليته من جهة الظالمين لأن النص على مستحقيه قد أغنى عن الاجتهاد فيه ، وجواز تفرد أربابه به قد أغنى عن التنفيذ. والقسم الثاني: ما لا يجوز أن يتفردوا به ويلزم الاجتهاد في مصرفه كأموال الفيء فلا يجوز توليته من جهة الظالم لأنه يتصرف بغير حق ويجتهد فيما لا يستحق. والقسم الثالث: ما يجوز أن يتولاه أهله وللاجتهاد فيه مدخل كالقضايا والأحكام ، فعقد التقليد فيه محلول ، فإن كان النظر تنفيذا لحكم بين متراضيين أو توسطا بين مجبورين جاز ، وإن كان إلزام إجبار لم يجز.
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=55إني حفيظ عليم فيه أربعة تأويلات: أحدها: حفيظ لما استودعتني عليم بما وليتني ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد.
الثاني: حفيظ بالكتاب ، عليم بالحساب ، حكاه
ابن سراقة ، وأنه أول من كتب في القراطيس.
الثالث: حفيظ بالحساب ، عليم بالألسن ، قاله
الأشجع عن
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان.
الرابع: حفيظ لما وليتني ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، عليم بسني المجاعة ، قاله
شيبة الضبي. [ ص: 52 ] وفي هذا دليل على أنه يجوز للإنسان أن يصف نفسه بما فيه من علم وفضل ، وليس هذا على الإطلاق في عموم الصفات ولكن مخصوص فيما اقترن بوصلة أو تعلق بظاهر من مكسب ، وممنوع منه فيما سواه لما فيه من تزكية ومراءاة ، ولو تنزه الفاضل عنه لكان أليق بفضله ، فإن
يوسف دعته الضرورة إليه لما سبق من حاله ولما يرجوه من الظفر بأهله.
nindex.php?page=treesubj&link=28983_28723_29693_34268_34513nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=53وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لِأَمَّارَةٍ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُور [ ص: 48 ] رَحِيم nindex.php?page=treesubj&link=28983_31895_31897nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=54وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ nindex.php?page=treesubj&link=28983_31895_31897nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=55قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=53وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي فِيهِ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ: أَحَدُهَا: أَنَّهُ قَوْلُ
الْعَزِيزِ أَيْ : وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي مِنْ سُوءِ الظَّنِّ
بِيُوسُفَ. nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=53إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا: الْأَمَّارَةُ بِسُوءِ الظَّنِّ.
الثَّانِي: بِالِاتِّهَامِ عِنْدَ الِارْتِيَابِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=53إِلا مَا رَحِمَ رَبِّي يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا: إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنْ كَفَاهُ سُوءَ الظَّنِّ.
الثَّانِي: أَنْ يُثْنِيَهُ حَتَّى لَا يَعْمَلَ. فَهَذَا تَأْوِيلُ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ قَوْلُ
الْعَزِيزِ.
الْوَجْهُ الثَّانِي: أَنَّهُ قَوْلُ
امْرَأَةِ الْعَزِيزِ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنْ كُنْتُ رَاوَدْتُ
يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ لِأَنَّ النَّفْسَ بَاعِثَةٌ عَلَى السُّوءِ إِذَا غَلَبَتِ الشَّهْوَةُ عَلَيْهَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=53إِلا مَا رَحِمَ رَبِّي يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا: إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي مَنْ نَزَعَ شَهْوَتَهُ مِنْهُ.
الثَّانِي: إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي فِي قَهْرِهِ لِشَهْوَةِ نَفْسِهِ ، فَهَذَا تَأْوِيلُ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ مِنْ قَوْلِ
امْرَأَةِ الْعَزِيزِ.
الْوَجْهُ الثَّانِي: أَنَّهُ مِنْ قَوْلِ
يُوسُفَ ، وَاخْتَلَفَ قَائِلُو هَذَا فِي سَبَبِهِ عَلَى أَرْبَعَةِ أَقَاوِيلَ: أَحَدُهَا: أَنَّ
يُوسُفَ لَمَّا قَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=52ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ قَالَتِ
امْرَأَةُ الْعَزِيزِ: وَلَا حِينَ حَلَلْتَ السَّرَاوِيلَ؟ فَقَالَ: وَمَا أَبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ. [ ص: 49 ] الثَّانِي: أَنَّ
يُوسُفَ لَمَّا قَالَ ذَلِكَ غَمَزَهُ
جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ: وَلَا حِينَ هَمَمْتَ؟ فَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=53وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ .
الثَّالِثُ: أَنَّ الْمَلِكَ الَّذِي مَعَ
يُوسُفَ قَالَ لَهُ: اذْكُرْ مَا هَمَمْتَ بِهِ ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=53وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ .
الرَّابِعُ: أَنَّ
يُوسُفَ لَمَّا قَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=52ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ كَرِهَ نَبِيُّ اللَّهِ أَنْ يَكُونَ قَدْ زَكَّى نَفْسَهُ فَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=53وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ. وَيَحْتَمِلُ قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=53لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا: يَعْنِي أَنَّهَا مَائِلَةٌ إِلَى الْهَوَى بِالْأَمْرِ بِالسُّوءِ.
الثَّانِي: أَنَّهَا تَسْتَثْقِلُ مِنْ عَزَائِمِ الْأُمُورِ مَا إِنْ لَمْ يُصَادِفْ حَزْمًا أَفْضَتْ إِلَى السُّوءِ. قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=54وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي وَهَذَا قَوْلُ الْمَلِكِ الْأَكْبَرِ لَمَّا عَلِمَ أَمَانَةَ
يُوسُفَ اخْتَارَهُ لِيَسْتَخْلِصَهُ لِنَفْسِهِ فِي خَاصِّ خِدْمَتِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=54فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ لِأَنَّهُ اسْتَدَلَّ بِكَلَامِهِ عَلَى عَقْلِهِ ، وَبِعِصْمَتِهِ عَلَى أَمَانَتِهِ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=54إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ وَهَذِهِ مَنْزِلَةُ الْعَاقِلِ الْعَفِيفِ. وَفِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=54مَكِينٌ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: وَجِيهٌ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17131مُقَاتِلٌ.
الثَّانِي: مُتَمَكِّنٌ فِي الْمَنْزِلَةِ الرَّفِيعَةِ. وَفِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=54أَمِينٌ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ: أَحَدُهَا: أَنَّهُ بِمَعْنَى : آمِنٌ لَا تَخَافُ الْعَوَاقِبَ ، قَالَهُ
ابْنُ شَجَرَةَ.
الثَّانِي: أَنَّهُ بِمَعْنَى : مَأْمُونٌ ثِقَةٌ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14387ابْنُ عِيسَى.
الثَّالِثُ: حَافِظٌ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17131مُقَاتِلٌ. قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=55قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ أَيْ عَلَى خَزَائِنِ أَرْضِكَ ، وَفِيهَا قَوْلَانِ:
[ ص: 50 ] أَحَدُهُمَا: هُوَ قَوْلُ بَعْضِ الْمُتَعَمِّقَةِ أَنَّ الْخَزَائِنَ هَا هُنَا الرِّجَالُ ؛ لِأَنَّ الْأَفْعَالَ وَالْأَقْوَالَ مَخْزُونَةٌ فِيهِمْ فَصَارُوا خَزَائِنَ لَهَا.
الثَّانِي: وَهُوَ قَوْلُ أَصْحَابِ الظَّاهِرِ أَنَّهَا خَزَائِنُ الْأَمْوَالِ ، وَفِيهَا قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ سَأَلَهُ جَمِيعَ الْخَزَائِنِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابْنُ زَيْدٍ.
الثَّانِي: أَنَّهُ سَأَلَهُ خَزَائِنَ الطَّعَامِ ، قَالَهُ
شَيْبَةُ بْنُ نَعَامَةَ الضَّبِّيُّ. وَفِي هَذَا دَلِيلٌ عَلَى جَوَازِ أَنْ يَخْطِبَ الْإِنْسَانُ عَمَلًا يَكُونُ لَهُ أَهْلًا وَهُوَ بِحُقُوقِهِ وَشُرُوطِهِ قَائِمٌ. فِيمَا حَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=16972ابْنُ سِيرِينَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: نَزَعَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَنْ عَمَلِ
الْبَحْرَيْنِ ثُمَّ دَعَانِي إِلَيْهَا فَأَبَيْتُ ، فَقَالَ: لِمَ؟ وَقَدْ سَأَلَ
يُوسُفُ الْعَمَلَ. فَإِنْ كَانَ الْمُوَلِّي ظَالِمًا فَقَدِ اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي جَوَازِ
nindex.php?page=treesubj&link=7715الْوِلَايَةِ مِنْ قِبَلِهِ عَلَى قَوْلَيْنِ: أَحَدُهُمَا: جَوَازُهَا إِنْ عَمِلَ بِالْحَقِّ فِيمَا تَقَلَّدَهُ ؛ لِأَنَّ
يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وُلِّيَ مِنْ قِبَلِ
فِرْعَوْنَ ، وَلِأَنَّ الِاعْتِبَارَ فِي حَقِّهِ بِفِعْلِهِ لَا بِفِعْلِ غَيْرِهِ.
الثَّانِي: لَا يَجُوزُ ذَلِكَ لَهُ لِمَا فِيهِ مِنْ تَوَلِّي الظَّالِمِينَ بِالْمَعُونَةِ لَهُمْ وَتَزْكِيَتِهِمْ بِتَنْفِيذِ أَعْمَالِهِمْ.
[ ص: 51 ] وَأَجَابَ مَنْ ذَهَبَ إِلَى هَذَا الْقَوْلِ عَنْ وِلَايَتِهِ مِنْ قِبَلِ
فِرْعَوْنَ بِجَوَابَيْنِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّ
فِرْعَوْنَ يُوسُفَ كَانَ صَالِحًا ، وَإِنَّمَا الطَّاغِي
فِرْعَوْنُ مُوسَى.
الثَّانِي: أَنَّهُ نَظَرَ لَهُ فِي أَمْلَاكِهِ دُونَ أَعْمَالِهِ فَزَالَتْ عَنْهُ التَّبِعَةُ فِيهِ. وَالْأَصَحُّ مِنْ إِطْلَاقِ هَذَيْنَ الْقَوْلَيْنِ أَنْ يُفْصَّلَ مَا يَتَوَلَّاهُ مِنْ جِهَةِ الظَّالِمِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ: أَحَدُهَا: مَا يَجُوزُ لِأَهْلِهِ فِعْلُهُ مِنْ غَيْرِ اجْتِهَادٍ فِي تَنْفِيذِهِ كَالصَّدَقَاتِ وَالزَّكَوَاتِ فَيَجُوزُ تَوْلِيَتُهُ مِنْ جِهَةِ الظَّالِمِينَ لِأَنَّ النَّصَّ عَلَى مُسْتَحِقِّيهِ قَدْ أَغْنَى عَنِ الِاجْتِهَادِ فِيهِ ، وَجَوَازُ تَفَرُّدِ أَرْبَابِهِ بِهِ قَدْ أَغْنَى عَنِ التَّنْفِيذِ. وَالْقِسْمُ الثَّانِي: مَا لَا يَجُوزُ أَنْ يَتَفَرَّدُوا بِهِ وَيَلْزَمُ الِاجْتِهَادُ فِي مَصْرِفِهِ كَأَمْوَالِ الْفَيْءِ فَلَا يَجُوزُ تَوْلِيَتُهُ مِنْ جِهَةِ الظَّالِمِ لِأَنَّهُ يَتَصَرَّفُ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَجْتَهِدُ فِيمَا لَا يَسْتَحِقُّ. وَالْقِسْمُ الثَّالِثُ: مَا يَجُوزُ أَنْ يَتَوَلَّاهُ أَهْلُهُ وَلِلِاجْتِهَادِ فِيهِ مَدْخَلٌ كَالْقَضَايَا وَالْأَحْكَامِ ، فَعَقْدُ التَّقْلِيدِ فِيهِ مَحْلُولٌ ، فَإِنْ كَانَ النَّظَرُ تَنْفِيذًا لِحُكْمٍ بَيْنَ مُتَرَاضِيَيْنِ أَوْ تَوَسُّطًا بَيْنَ مَجْبُورَيْنِ جَازَ ، وَإِنْ كَانَ إِلْزَامُ إِجْبَارٍ لَمْ يَجُزْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=55إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ فِيهِ أَرْبَعَةُ تَأْوِيلَاتٍ: أَحَدُهَا: حَفِيظٌ لِمَا اسْتَوْدَعْتَنِي عَلِيمٌ بِمَا وَلَّيْتَنِي ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابْنُ زَيْدٍ.
الثَّانِي: حَفِيظٌ بِالْكِتَابِ ، عَلِيمٌ بِالْحِسَابِ ، حَكَاهُ
ابْنُ سُرَاقَةَ ، وَأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ كَتَبَ فِي الْقَرَاطِيسِ.
الثَّالِثُ: حَفِيظٌ بِالْحِسَابِ ، عَلِيمٌ بِالْأَلْسُنِ ، قَالَهُ
الْأَشْجَعُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانَ.
الرَّابِعُ: حَفِيظٌ لِمَا وَلَّيْتَنِي ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ ، عَلِيمٌ بِسِنِي الْمَجَاعَةِ ، قَالَهُ
شَيْبَةُ الضَّبِّيُّ. [ ص: 52 ] وَفِي هَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ يَجُوزُ لِلْإِنْسَانِ أَنَّ يَصِفَ نَفْسَهُ بِمَا فِيهِ مِنْ عِلْمٍ وَفَضْلٍ ، وَلَيْسَ هَذَا عَلَى الْإِطْلَاقِ فِي عُمُومِ الصِّفَاتِ وَلَكِنْ مَخْصُوصٌ فِيمَا اقْتَرَنَ بِوُصْلَةٍ أَوْ تَعَلَّقَ بِظَاهِرٍ مِنْ مَكْسَبٍ ، وَمَمْنُوعٌ مِنْهُ فِيمَا سِوَاهُ لِمَا فِيهِ مِنْ تَزْكِيَةٍ وَمُرَاءَاةٍ ، وَلَوْ تَنَزَّهَ الْفَاضِلُ عَنْهُ لَكَانَ أَلْيَقَ بِفَضْلِهِ ، فَإِنَّ
يُوسُفَ دَعَتْهُ الضَّرُورَةُ إِلَيْهِ لِمَا سَبَقَ مِنْ حَالِهِ وَلِمَا يَرْجُوهُ مِنَ الظَّفَرِ بِأَهْلِهِ.