الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 248 ] وقوله : ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء ؛ قيل : " البأساء " : الجوع؛ و " الضراء " : النقص في الأموال؛ والأنفس؛ والمعنى أن الله - جل ثناؤه - أعلم نبيه - صلى الله عليه وسلم - أنه قد أرسل الرسل قبله إلى قوم بلغوا من القسوة إلى أن أخذوا بالشدة في أنفسهم؛ وأموالهم؛ ليخضعوا؛ ويذلوا لأمر الله؛ لأن القلوب تخشع؛ والنفوس تضرع؛ عند ما يكون من أمر الله في البأساء والضراء؛ فلم تخشع؛ ولم تضرع؛ وقال : لعلهم يتضرعون ؛ ومعنى " لعل " : ترج؛ وهذا الترجي للعباد؛ أخذهم الله بذلك ليكون ما يرجوه العباد منه بالتضرع؛ كما قال - عز وجل - في قصة فرعون : لعله يتذكر أو يخشى ؛ قال سيبويه : المعنى اذهبا على رجائكما؛ والله عالم بما يكون وراء ذلك.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية