الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ قمن ]

                                                          قمن : الأزهري : روي عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : إني قد نهيت عن القراءة في الركوع والسجود ، فأما الركوع فعظموا الله فيه ، وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء ، فإنه قمن أن يستجاب لكم ، يقال : هو قمن أن يفعل ذلك بالتحريك ، وقمن أن يفعل ذلك ، فمن قال : قمن أراد المصدر فلم يثن ولم يجمع ولم يؤنث ، يقال : هما قمن أن يفعلا ذلك ، وهم قمن أن يفعلوا ذلك ، وهن قمن أن يفعلن ذلك ، ومن قال قمن أراد النعت فثنى وجمع ، فقال : هما قمنان ، وهم قمنون ، ويؤنث على ذلك ، وفيه لغتان : هو قمن أن يفعل ذلك ، وقمين أن يفعل ذلك ، بالياء ، قال قيس بن الخطيم :


                                                          إذا جاوز الاثنين سر فإنه بنث وتكثير الوشاة قمين



                                                          قال ابن كيسان : قمين بمعنى حري ، مأخوذ من تقمنت الشيء إذا أشرفت عليه أن تأخذه ، غيره : هو مأخوذ من القمين بمعنى السريع والقريب . ابن سيده : هو قمن بكذا وقمن منه وقمن وقمين ، أي : حر وخليق وجدير ، فمن فتح لم يثن ولا جمع ولا أنث ، ومن كسر الميم أو أدخل الياء ، فقال قمين ثنى وجمع وأنث ، فقال : قمنان وقمنون وقمنة وقمنتان وقمنات وقمينان وقمينون وقمناء وقمينة وقمينتان وقمينات وقمائن . وحكى اللحياني : إنه لمقمون أن يفعل ذلك ، وإنه لمقمنة أن يفعل ذلك ، كذا لا يثنى ولا يجمع في المذكر والمؤنث ، كقولك : مخلقة ومجدرة . وهذا الأمر مقمنة لذلك ، أي : محراة ومخلقة ومجدرة ، قال ابن بري : شاهد قمن ، بالفتح ، قول الحارث بن خالد المخزومي :


                                                          من كان يسأل عنا أين منزلنا     فالأقحوانة منا منزل قمن

                                                          قال : وشاهد قمن ، بالكسر ، قول الحويدرة :


                                                          ومناخ غير تئية عرسته     قمن من الحدثان نابي المضجع

                                                          [ ص: 195 ] وهذا المنزل لك موطن قمن ، أي : جدير أن تسكنه . وأقمن بهذا الأمر ، أي : أخلق به ، وحكى اللحياني : ما رأيت من قمنه وقمانته ، كذا حكاه . وداري قمن من دارك ، أي : قريب . ابن الأعرابي : القمن والقمن القريب . والقمن والقمن : السريع . وتقمنت في هذا الأمر موافقتك ، أي : توخيتها .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية