الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7866 ) مسألة ; قال : ولو أوجبها سليمة ، فعابت عنده ، ذبحها ، وكانت أضحية وجملته أنه إذا أوجب أضحية صحيحة سليمة من العيوب ، ثم حدث بها عيب يمنع الإجزاء ، ذبحها ، وأجزأته . روي هذا عن عطاء ، والحسن ، والنخعي ، والزهري ، والثوري ، ومالك ، والشافعي ، وإسحاق . وقال أصحاب الرأي : لا تجزئه ; لأن الأضحية عندهم واجبة ، فلا يبرأ منها إلا بإراقة دمها سليمة ، كما لو أوجبها في ذمته ، ثم عينها ، فعابت . ولنا ، ما روى أبو سعيد قال : { ابتعنا كبشا نضحي به ، فأصاب الذئب من أليته ، فسألنا النبي صلى الله عليه وسلم فأمرنا أن نضحي به . } رواه ابن ماجه .

                                                                                                                                            ولأنه عيب حدث في الأضحية الواجبة ، فلم يمنع الإجزاء ، كما لو حدث بها عيب بمعالجة الذبح ، ولا نسلم أنها واجبة في الذمة ، وإنما تعلق الوجوب بعينها . فأما إن تعيبت بفعله ، فعليه بدلها . وبه قال الشافعي . وقال أبو حنيفة : إذا عالج ذبحها ، فقلعت السكين عينها ، أجزأت ، استحسانا . ولنا ، أنه عيب أحدثه بها قبل ذبحها ، فلم تجزئه ، كما لو كان قبل معالجة الذبح .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية