الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين

                                                                                                                                                                                                                                        وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة ملائكة تحفظ أعملكم، وهم الكرام الكاتبون، والحكمة فيه أن المكلف إذا علم أن أعماله تكتب عليه وتعرض على رؤوس الأشهاد كان أزجر عن المعاصي، وأن العبد إذا وثق بلطف سيده واعتمد على عفوه وستره لم يحتشم منه احتشامه من خدمه المطلعين عليه. حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا ملك الموت وأعوانه. وقرأ حمزة «توفاه» بالألف ممالة. وهم لا يفرطون بالتواني والتأخير. وقرئ بالتخفيف، والمعنى: لا يجاوزون ما حد لهم بزيادة أو نقصان.

                                                                                                                                                                                                                                        ثم ردوا إلى الله إلى حكمه وجزائه. مولاهم الذي يتولى أمرهم. الحق العدل الذي لا يحكم إلا بالحق وقرئ بالنصب على المدح. ألا له الحكم يومئذ لا حكم لغيره فيه. وهو أسرع الحاسبين يحاسب الخلائق في مقدار حلب شاة لا يشغله حساب عن حساب.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية