الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : القول في قنوت النصف الأخير من رمضان

                                                                                                                                            قال الشافعي رضي الله عنه : " ولا يقنت إلا في شهر رمضان إلا في النصف الأخير منه ، وكذلك كان يفعل ابن عمر ، ومعاذ القاري " .

                                                                                                                                            قال الماوردي : وهو صحيح .

                                                                                                                                            [ ص: 292 ] وأما القنوت في صلاة الصبح ، فقد ذكرنا أنه سنة في جميع الدهر ، ودللنا عليه .

                                                                                                                                            فأما القنوت في الوتر فغير سنة في شيء من السنة إلا في النصف الأخير من شهر رمضان .

                                                                                                                                            وقال أبو حنيفة : القنوت سنة في الوتر في جميع السنة تعلقا برواية أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقنت في الوتر .

                                                                                                                                            ودليلنا رواية يونس بن عبيد ، عن الحسن البصري ، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جمع الناس على أبي ، وقال : صل بهم عشرين ركعة ، ولا تقنت بهم إلا في النصف الأخير ، فصلى بهم في العشر الأول والعشر الثاني : وتخلف في منزله في العشر الثالث ، فقالوا : ابق أبي ، وقدموا معاذا ، فصلى بهم بقية الشهر وقنت في العشر الأواخر فدل ذلك من فعلهم على أن القنوت سنة في النصف الأخير من شهر رمضان لا غير .

                                                                                                                                            فأما روايتهم عن أبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت في الوتر ، فليس بثابت لأن أبيا لم يكن يقنت إلا في النصف الأخير من رمضان .

                                                                                                                                            قال المزني : سألنا الشافعي أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت في الوتر فقال : لا يحفظ عنه قط ، وحسبك بالشافعي ، يقول هذا على أنه إن كان روي فيجوز أن يكون في مدة الشهر حين كان يقنت في سائر الصلوات ، ثم ترك .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية