الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              4272 [ ص: 130 ] 55 - قوله: آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه

                                                                                                                                                                                                                              وقال ابن عباس: إصرا [البقرة: 286]: عهدا. ويقال: غفرانك [البقرة: 285] مغفرتك، واغفر لنا [البقرة: 286].

                                                                                                                                                                                                                              4546 - حدثني إسحاق، أخبرنا روح، أخبرنا شعبة، عن خالد الحذاء، عن مروان الأصفر، عن رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال أحسبه ابن عمر- وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه قال: نسختها الآية التي بعدها. [انظر: 4545 - فتح: 8 \ 207]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              حدثنا إسحاق، ثنا روح، ثنا شعبة ، عن خالد به، وفي آخره: نسختها الآية التي بعدها.

                                                                                                                                                                                                                              الشرح:

                                                                                                                                                                                                                              محمد هذا قال أبو نصر : أراه الذهلي. وقال ابن البيع: هو محمد بن إبراهيم البوشنجي، قال: وهذا الحديث، ما أملاه البوشنجي بنيسابور. والنفيلي: هو عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل، أبو جعفر الحراني. روى عنه: أبو داود . وروى البخاري والترمذي والنسائي وابن ماجه ، عن رجل عنه. مات سنة أربع وثلاثين ومائتين.

                                                                                                                                                                                                                              ومسكين: هو ابن كثير ، الحذاء، الحراني، صدوق يغرب. مات سنة ثمان وتسعين ومائة.

                                                                                                                                                                                                                              ثم اعلم أن ما أوردناه من قوله: (حدثنا محمد ثنا النفيلي) هو ما وقعنا عليه من الأصول، وهو ما ذكره أبو نعيم ، والإسماعيلي، وقال: إن البخاري رواه كذلك.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 131 ] قال الجياني: سقط من كتاب ابن السكن ذكر محمد، إنما فيه النفيلي. وأكثر النسخ كما تقدم، وهو الصواب.

                                                                                                                                                                                                                              قال: وإسحاق في الثاني لم أجده منسوبا، وقد حدث البخاري عن إبراهيم وابن منصور ، وذكره أبو نعيم وأبو مسعود وخلف : ابن منصور .

                                                                                                                                                                                                                              وهذه الآية ثبت في "صحيح مسلم " أيضا من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنها نسخت بقوله تعالى: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها [البقرة: 286].

                                                                                                                                                                                                                              وقال ابن عباس : نزلت في كتمان الشهادة. حكاه ابن المنذر وابن أبي حاتم ، كما ساقه البخاري عن ابن عمر - رضي الله عنهما.

                                                                                                                                                                                                                              وقال الواحدي : المحققون على أنها محكمة.

                                                                                                                                                                                                                              وقال ابن التين: إن ثبت هذا عن ابن عمر فمعنى النسخ هنا العفو والوضع، يدل عليه الحديث: "إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل أو تكلم".

                                                                                                                                                                                                                              واختلف في نسخ الأخبار، فقيل بالمنع وقيل بالجواز، وأصحهما: المنع، فيما أخبر الله أنه كان. فأما ما تعلق منها بأمر أو نهي فأجازه جماعة، وسواء كان ذلك خبرا عما مضى أو عن مستقبل، وفرق بعضهم بين ما أخبر أنه فعله، وبين أن يفعله، قالوا: وذلك أن ما أخبر أنه يفعله، يجوز أن يفعله بشرط، وإخباره عما فعله لا يجوز دخول الشرط فيه. وقيل: إنه الأصح. وعليه تأول ابن عمر الآية.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 132 ] وأثر ابن عباس : إصرا : عهدا. أسنده ابن المنذر ، وغيره عنه.

                                                                                                                                                                                                                              وقال غيره: عهدا وميثاقا.

                                                                                                                                                                                                                              وقال عطاء : لا يمسخنا قردة ولا خنازير، وقيل: ذنبا ليس فيه توبة ولا كفارة، وقرئ: آصارا. بالجمع. ولا تحمل: مبالغة في حمل عليه، وغفرانك: منصوب بإضمار فعله.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية