الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين

                                                                                                                                                                                                                                      يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة كرر النداء بالإضافة التشريفية اهتماما بشأن الأمر ، ومبالغة في حثهم على الامتثال به ، والأرض : هي أرض بيت المقدس ، سميت بذلك لأنها كانت قرار الأنبياء ومسكن المؤمنين ، وقيل : هي الطور وما حوله ، وقيل : دمشق وفلسطين وبعض الأردن ، وقيل : هي الشأم .

                                                                                                                                                                                                                                      التي كتب الله لكم ; أي : كتب في اللوح المحفوظ أنها تكون مسكنا لكم إن آمنتم وأطعتم ، لقوله تعالى لهم بعدما عصوا : فإنها محرمة عليهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى : ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين فإن ترتيب الخيبة والخسران على الارتداد يدل على اشتراط الكتب بالمجاهدة المترتبة على الإيمان والطاعة قطعا ; أي : لا ترجعوا مدبرين خوفا من الجبابرة . فالجار والمجرور متعلق بمحذوف ، هو حال من فاعل ترتدوا ، ويجوز أن يتعلق بنفس الفعل ، قيل : لما سمعوا أحوالهم من النقباء بكوا وقالوا : يا ليتنا متنا بمصر ، تعالوا نجعل لنا رأسا ينصرف بنا إلى مصر ، أو لا ترتدوا عن دينكم بالعصيان وعدم الوثوق بالله تعالى . وقوله : " فتنقلبوا " إما مجزوم عطفا على ترتدوا ، أو منصوب على جواب النهي . والخسران : خسران الدين والدنيا ، لا سيما دخول ما كتب لهم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية