الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                      الرخصة في الاستطابة بحجرين

                                                                                                      42 أخبرنا أحمد بن سليمان قال حدثنا أبو نعيم عن زهير عن أبي إسحق قال ليس أبو عبيدة ذكره ولكن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه أنه سمع عبد الله يقول أتى النبي صلى الله عليه وسلم الغائط وأمرني أن آتيه بثلاثة أحجار فوجدت حجرين والتمست الثالث فلم أجده فأخذت روثة فأتيت بهن النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ الحجرين وألقى الروثة وقال هذه ركس قال أبو عبد الرحمن الركس طعام الجن

                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                      42 ( عن أبي إسحاق قال : ليس أبو عبيدة ) هو ابن عبد الله بن مسعود ( ذكره ) أي لي ( ولكن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه ) قال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري : وإنما عدل أبو إسحاق عن الرواية عن أبي عبيدة إلى الرواية عن عبد الرحمن مع أن رواية أبي عبيدة أعلى له ؛ لكون أبي عبيدة لم يسمع من أبيه على الصحيح فتكون [ ص: 40 ] منقطعة ، بخلاف رواية عبد الرحمن فإنها موصولة ، ورواية أبي إسحاق لهذا الحديث عن أبي عبيدة عن أبيه عبد الله بن مسعود عند الترمذي وغيره من طريق إسرائيل عن يونس عن أبي إسحاق ، فمراد أبي إسحاق هنا بقوله : ليس أبو عبيدة ذكره ، أي لست أرويه الآن عن أبي عبيدة ، وإنما أرويه عن عبد الرحمن ، قال : والأسود والده هو ابن يزيد النخعي صاحب ابن مسعود ، وقال ابن التين : هو الأسود بن عبد يغوث الزهري ، وهو غلط فاحش ، فإن الأسود الزهري لم يسلم فضلا عن أن يعيش حتى يروي عن ابن مسعود ( أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - الغائط ) أي الأرض المطمئنة لقضاء الحاجة ( وأمرني أن آتيه ) قال الكرماني : أن هنا مصدرية صلة للأمر أي أمرني بإتيان الأحجار لا مفسرة ، بخلاف أمرته أن افعل فإنها تحتمل أن تكون صلة وأن تكون مفسرة ( فأخذت روثة ) في رواية ابن خزيمة أنها كانت روثة حمار ، ونقل التيمي أن الروث مختص بما يكون من الخيل والبغال والحمير ( وألقى الروثة ، وقال : هذه ركس ) زاد أحمد في رواية بعده ائتني بحجر ، ورجاله ثقات أثبات ، وقال أبو الحسن بن القصار المالكي : روى أنه أتاه بثالث لكن لا يصح ، وقوله : ركس قال الحافظ ابن حجر : كذا وقع في هذا الحديث بكسر الراء وسكون الكاف فقيل : هي لغة في رجس بالجيم ويدل عليه رواية ابن ماجه وابن خزيمة في هذا الحديث فإن عندهما رجس بالجيم ، وقيل : الركس : الرجيع من حالة الطهارة إلى حالة النجاسة قاله الخطابي وغيره ، والأولى أن يقال : رد من حالة الطعام إلى الروث ، وقال ابن بطال : لم أر هذا الحرف في اللغة يعني الركس بالكاف ، وتعقبه ابن عبد الملك بأن معناه الرد كما قال تعالى : أركسوا فيها أي ردوا فكأنه قال هذا رد عليك ، وأجيب بأنه لو ثبت ما قال لكان بفتح الراء ، يقال أركسه ركسا إذا رده ، وفي رواية [ ص: 41 ] الترمذي هذا ركس يعني نجسا ، وهو يؤيد الأول ، وقال النسائي عقب هذا الحديث ( الركس طعام الجن ) وهذا إن ثبت في اللغة فهو صريح بلا إشكال انتهى كلام الحافظ ابن حجر وفي النهاية الركس شبيه المعنى بالرجيع ، يقال ركست الشيء وأركسته إذا رددته ورجعته ، وفي رواية ركيس فعيل بمعنى مفعول وقال الكرماني الركس بكسر الراء الرجس ، وبالفتح رد الشيء مقلوبا ، وقال ابن سيد الناس ركس كقوله رجع يعني نجسا ؛ لأنها أركست أي ردت في النجاسة بعد أن كانت طعاما




                                                                                                      الخدمات العلمية