الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          قال الله إني منـزلها عليكم

                                                          هذا وعد من الله تعالى أجاب به سؤال عيسى كما كان سؤال عيسى إجابة للحواريين، وهذا يوجب أنه قد أنزلها ووعده الحق، فجحد القوم وكفروا بعد نزولها مسخوا قردة وخنازير. قال ابن [ ص: 2404 ] عمر: إن أشد الناس عذابا يوم القيامة المنافقون، ومن كفر من أصحاب المائدة وآل فرعون، قال الله تعالى: فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين . واختلف العلماء في المائدة: هل نزلت أم لا؟ فالذي عليه الجمهور -وهو الحق- نزولها، لقوله تعالى: إني منـزلها عليكم وقال مجاهد: ما نزلت وإنما هو ضرب مثل ضربه الله تعالى لخلقه فنهاهم من مسألة الآيات لأنبيائه. وقيل: وعدهم بالإجابة فلما قال لهم: فمن يكفر بعد منكم الآية. واستغفروا الله وقالوا: لا نريد هذا، وهذا القول والذي قبله خطأ، والصواب أنها نزلت. قال ابن عباس: إن عيسى ابن مريم قال لبني إسرائيل: "صوموا ثلاثين يوما ثم سلوا الله ما شئتم يعطيكم" فصاموا ثلاثين يوما وقالوا: يا عيسى، لو عملنا لأحد فقضينا عملنا لأطعمنا، وإنا صمنا وجعنا فادع الله أن ينزل علينا مائدة من السماء، فأقبلت الملائكة بمائدة يحملونها، عليها سبعة أرغفة وسبعة أحوات، فوضعوها بين أيديهم فأكل منها آخر الناس كما أكل أولهم.

                                                          وعن ابن عباس وأبي عبد الرحمن السلمي كان طعام المائدة خبزا وسمكا.

                                                          وخرج الترمذي في أبواب التفسير عن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أنزلت المائدة من السماء خبزا ولحما، وأمروا ألا يخونوا ولا يدخروا لغد، فخانوا وادخروا ورفعوا لغد، فمسخوا قردة وخنازير".

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية