الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل في قدوم وفد بني سعد هذيم من قضاعة .

قال الواقدي : عن أبي النعمان عن أبيه من بني سعد هذيم : قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وافدا في نفر من قومي ، وقد أوطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم البلاد غلبة ، وأداخ العرب ، والناس صنفان : إما داخل في الإسلام راغب فيه ، وإما خائف من السيف ، فنزلنا ناحية من المدينة ، ثم خرجنا نؤم المسجد حتى انتهينا إلى بابه ، فنجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على جنازة في المسجد ، فقمنا ناحية ، ولم ندخل مع الناس في صلاتهم حتى نلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونبايعه ، ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 570 ] فنظر إلينا فدعا بنا ، فقال " من أنتم ؟ " فقلنا : من بني سعد هذيم فقال : ( أمسلمون أنتم ؟ " قلنا : نعم . قال : فهلا صليتم على أخيكم ؟ قلنا : يا رسول الله ظننا أن ذلك لا يجوز لنا حتى نبايعك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أينما أسلمتم فأنتم مسلمون " ، قالوا : فأسلمنا وبايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام ، ثم انصرفنا إلى رحالنا قد خلفنا عليها أصغرنا ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبنا ، فأتي بنا إليه ، فتقدم صاحبنا إليه فبايعه على الإسلام ، فقلنا : يا رسول الله إنه أصغرنا ، وإنه خادمنا ، فقال : " أصغر القوم خادمهم ، بارك الله عليه " ، قال : فكان والله خيرنا ، وأقرأنا للقرآن لدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم له ، ثم أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا ، فكان يؤمنا ، ولما أردنا الانصراف أمر بلالا فأجازنا بأواق من فضة لكل رجل منا ، فرجعنا إلى قومنا ، فرزقهم الله الإسلام )

التالي السابق


الخدمات العلمية