الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
[ العمل بخط المفتي وما يشبه ذلك ] الفائدة التاسعة والستون : يجوز له nindex.php?page=treesubj&link=24816العمل بخط المفتي وإن لم يسمع الفتوى من لفظه [ ص: 204 ] إذا عرف أنه خطه أو أعلمه به من يسكن إلى قوله ، ويجوز له قبول قول الرسول إن هذا خطه وإن كان عبدا أو امرأة أو صبيا أو فاسقا ، كما يقبل قوله في الهدية والإذن في دخول الدار اعتمادا على القرائن والعرف ، وكذا يجوز nindex.php?page=treesubj&link=4399اعتماد الرجل على ما يجده من كتابة الوقف على كتاب أو رباط ، أو خان أو نحوه فيدخله وينتفع به ، وكذلك يجوز له الاعتماد على ما يجده بخط أبيه في برنامجه أن له على فلان كذا وكذا ، فيحلف على الاستحقاق ، وكذا يجوز nindex.php?page=treesubj&link=11724للمرأة الاعتماد على خط الزوج أنه أبانها فلها أن تتزوج بناء على الخط ، وكذا nindex.php?page=treesubj&link=26711الوصي والوارث يعتمد على خط الموصي فينفذ ما فيه ، وإن لم يشهد شاهدان ، وكذا إذا nindex.php?page=treesubj&link=29204كتب الراوي إلى غيره حديثا جاز له أن يعتمد عليه ويعمل به ، ويرويه بناء على الخط إذا تيقن ذلك كله ، هذا عمل الأمة قديما وحديثا من عهد نبينا صلى الله عليه وسلم وإلى الآن ، وإن أنكره من أنكره .
ومن العجب أن من أنكر ذلك وبالغ في إنكاره ، ليس معه فيما يفتي به إلا مجرد كتاب قيل : إنه كتاب فلان ، فهو يقضي به ويفتي ويحل ويحرم ، ويقول : هكذا في الكتاب ، والله الموفق .
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرسل كتبه إلى الملوك وإلى الأمم يدعوهم إلى الإسلام فتقوم عليهم الحجة بكتابه ، وهذا أظهر من أن ينكر ، وبالله التوفيق .