الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ قهقر ]

                                                          قهقر : القهقر والقهقر بتشديد الراء : الحجر الأملس الأسود الصلب ، وكان أحمد بن يحيى يقول وحده : القهقار ، وقال الجعدي :


                                                          بأخضر كالقهقر ينفض رأسه أمام رعال الخيل وهي تقرب

                                                          قال الليث : وهو القهقور . ابن السكيت : القهقر قشرة حمراء تكون على لب النخلة ; وأنشد :


                                                          أحمر كالقهقر وضاح البلق

                                                          وقال أبو خيرة : القهقر والقهاقر ، وهو ما سهكت به الشيء ، وفي عبارة أخرى : هو الحجر الذي يسهك به الشيء ، قال : والفهر أعظم منه ، قال الكميت :


                                                          وكأن خلف حجاجها من رأسها     وأمام مجمع أخدعيها القهقرا

                                                          وغراب قهقر : شديد السواد . وحنطة قهقرة : قد اسودت بعد الخضرة ، وجمعها أيضا قهقر . والقهقرة : الصخرة الضخمة ، وجمعها أيضا قهقر . والقهقرى : الرجوع إلى خلف ، فإذا قلت : رجعت القهقرى ، فكأنك قلت : رجعت الرجوع الذي يعرف بهذا الاسم ; لأن القهقرى ضرب من الرجوع وقهقر الرجل في مشيته : فعل ذلك وتقهقر : تراجع على قفاه ، ويقال : رجع فلان القهقرى . والرجل يقهقر في مشيته ، إذا تراجع على قفاه قهقرة . والقهقرى : مصدر قهقر إذا رجع على عقبيه . الأزهري : ابن الأنباري : إذا ثنيت القهقرى والخوزلى ثنيته بإسقاط الياء ، فقلت : القهقران والخوزلان ، استثقالا للياء مع ألف التثنية وياء التثنية ، وقد جاء في حديث رواه عكرمة ، عن ابن عباس ، عن عمر : أن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : إني أمسك بحجزكم هلم عن النار ، وتقاحمون فيها تقاحم الفراش ، وتردون علي الحوض ويذهب بكم ذات الشمال ، فأقول : يا رب أمتي ، فيقال : إنهم كانوا يمشون بعدك القهقرى ، قال الأزهري : معناه الارتداد عما كانوا عليه . وتكرر في الحديث ذكر القهقرى ، وهو المشي إلى خلف من غير أن يعيد وجهه إلى جهة مشيه ، قيل : إنه من باب القهر . شمر : القهقر بالتخفيف الطعام الكثير الذي في الأوعية منضودا ; وأنشد :


                                                          بات ابن أدماء يسامي القهقرا

                                                          قال شمر : الطعام الكثير الذي في العيبة . والقهيقران : دويبة . النضر : القهقر العلهب ، وهو التيس المسن ، قال : وأحسبه القرهب .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية