الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7958 ) فصل : وحروف القسم ثلاثة ; الباء ، وهي الأصل ، وتدخل على المظهر والمضمر جميعا . والواو ، وهي بدل من الباء ، وتدخل على المظهر دون المضمر لذلك ، وهي أكثر استعمالا ، وبها جاءت أكثر الأقسام في الكتاب والسنة ; وإنما كانت الباء الأصل ، لأنها الحرف الذي تصل به الأفعال القاصرة عن التعدي إلى مفعولاتها ، والتقدير في القسم ، أقسم بالله ، كما قال الله تعالى : { وأقسموا بالله جهد أيمانهم } . والتاء بدل من الواو ، وتختص باسم واحد من أسماء الله - تعالى ، وهو الله ، ولا تدخل على غيره فيقال : تالله . ولو قال : تالرحمن ، أو تالرحيم . لم يكن قسما .

                                                                                                                                            فإذا أقسم بأحد هذه الحروف الثلاثة في موضعه ، كان قسما صحيحا ; لأنه موضوع له . وقد جاء في كتاب الله - تعالى ، وكلام العرب ، قال الله تعالى : { تالله لتسألن عما كنتم تفترون } . { تالله لقد آثرك الله علينا } . { تالله تفتأ تذكر يوسف } . { تالله لقد علمتم } . { تالله لأكيدن أصنامكم } . وقال الشاعر :

                                                                                                                                            تالله يبقى على الأيام ذو حيد بمشمخر به الضيان والآس

                                                                                                                                            فإن قال : ما أردت به القسم .

                                                                                                                                            لم يقبل منه ; لأنه أتى باللفظ الصريح في القسم ، واقترنت به قرينة دالة عليه ، وهو الجواب بجواب القسم . ويحتمل أن يقبل منه في قوله : تالله لأقومن . إذا قال : أردت أن قيامي بمعونة الله وفضله . لأنه فسر كلامه بما يحتمله . ولا يقبل في الحرفين الآخرين ; لعدم الاحتمال . ويحتمل أن لا يقبل بحال ; لأنه أجاب بجواب القسم ، فيمنع صرفه إلى غيره .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية