الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7959 ) فصل : وإن أقسم بغير حرف القسم ، فقال : الله لأقومن . بالجر أو النصب ، كان يمينا . وقال الشافعي : لا يكون يمينا ، إلا أن ينوي ; لأن ذكر اسم الله تعالى بغير حرف القسم ، ليس بصريح في القسم ، فلا ينصرف إليه إلا بالنية . ولنا ، أنه سائغ في العربية ، وقد ورد به عرف الاستعمال في الشرع ، فروي { أن عبد الله بن مسعود أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه قتل أبا جهل ، فقال : آلله إنك قتلته ؟ . قال : الله إني قتلته } . ذكره البخاري .

                                                                                                                                            { وقال لركانة بن عبد يزيد : الله ما أردت إلا واحدة ؟ قال ما أردت إلا واحدة } . وقال امرؤ القيس :

                                                                                                                                            فقلت يمين الله أبرح قاعدا

                                                                                                                                            [ ص: 398 ] وقال أيضا :

                                                                                                                                            فقالت يمين الله ما لك حيلة

                                                                                                                                            وقد اقترنت به قرينتان تدلان عليه ; إحداهما ; الجواب بجواب القسم .

                                                                                                                                            والثاني ، النصب والجر في اسم الله - تعالى ; فوجب أن تكون يمينا ، كما لو قال : والله . وإن قال : الله لأفعلن . بالرفع ، ونوى اليمين ، فهي يمين ، لكنه قد لحن ، فهو كما لو قال : والله . بالرفع . وإن لم ينو اليمين ، فقال أبو الخطاب : يكون يمينا ; لأن قرينة الجواب بجواب القسم كافية ، والعامي لا يعرف الإعراب فيأتي به ، إلا أن يكون من أهل العربية ، فإن عدوله عن إعراب القسم دليل على أنه لم يرده . ويحتمل أن لا يكون قسما في حق العامي ; لأنه ليس بقسم في حق أهل العربية ، فلم يكن قسما في غيرهم ، كما لو لم يجبه بجواب القسم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية