الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          ذكر وصف تزويج علي بن أبي طالب

                                                                                                                          فاطمة رضي الله عنها وقد فعل

                                                                                                                          6944 - أخبرنا أبو شيبة داود بن إبراهيم بن داود بن يزيد البغدادي بالفسطاط حدثنا الحسن بن حماد حدثنا يحيى بن يعلى الأسلمي عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك ، قال : جاء أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقعد بين يديه ، فقال : يا رسول الله ، قد علمت مناصحتي وقدمي في الإسلام وإني وإني ، قال : وما ذاك ؟ قال : تزوجني فاطمة ، قال : فسكت عنه ، فرجع أبو بكر إلى عمر ، فقال له : قد هلكت وأهلكت ، قال : وما ذاك ؟ قال : خطبت فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأعرض عني ، قال : مكانك حتى آتي النبي صلى الله عليه وسلم ، فأطلب مثل الذي طلبت ، فأتى عمر النبي صلى الله عليه وسلم ، فقعد بين يديه ، فقال : يا رسول الله ، [ ص: 394 ] قد علمت مناصحتي وقدمي في الإسلام ، وإني وإني ، قال : وما ذاك ؟ قال : تزوجني فاطمة ، فسكت عنه ، فرجع إلى أبي بكر ، فقال له : إنه ينتظر أمر الله فيها ، قم بنا إلى علي حتى نأمره يطلب مثل الذي طلبنا ، قال علي : فأتياني وأنا أعالج فسيلا لي ، فقالا : إنا جئناك من عند ابن عمك بخطبة ، قال علي : فنبهاني لأمر ، فقمت أجر ردائي ، حتى أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقعدت بين يديه ، فقلت : يا رسول الله ، قد علمت قدمي في الإسلام ومناصحتي ، وإني وإني ، قال : وما ذاك ؟ قلت : تزوجني فاطمة ، قال : وعندك شيء ، قلت : فرسي وبدني ، قال : أما فرسك فلا بد لك منه ، وأما بدنك فبعها ، قال : فبعتها بأربعمائة وثمانين ، فجئت بها حتى وضعتها في حجره ، فقبض منها قبضة ، فقال : أي بلال ، ابتغنا بها طيبا وأمرهم أن يجهزوها فجعل لها سريرا مشرطا بالشرط ، ووسادة من أدم حشوها ليف ، وقال لعلي : إذا أتتك فلا تحدث شيئا ، حتى آتيك .

                                                                                                                          فجاءت مع أم أيمن حتى قعدت في جانب البيت وأنا في جانب ، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ها هنا أخي ؟ قالت أم أيمن : أخوك وقد زوجته ابنتك ؟ قال : نعم ، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت فقال لفاطمة : إيتيني بماء ، فقامت إلى قعب في البيت فأتت فيه بماء ، فأخذه صلى الله عليه وسلم ومج فيه ، ثم قال لها : تقدمي ، فتقدمت فنضح بين ثدييها وعلى رأسها ، وقال : اللهم إني أعيذها بك وذريتها من [ ص: 395 ] الشيطان الرجيم ، ثم قال صلى الله عليه وسلم لها : أدبري ، فأدبرت ، فصب بين كتفيها ، وقال : اللهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ، ثم قال صلى الله عليه وسلم : إيتوني بماء ، قال علي : فعلمت الذي يريد ، فقمت ، فملأت القعب ماء ، وأتيته به ، فأخذه ومج فيه ، ثم قال لي : تقدم فصب على رأسي وبين ثديي ، ثم قال : اللهم إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم ، ثم قال : أدبر ، فأدبرت ، فصبه بين كتفي ، وقال : اللهم إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم ، ثم قال لعلي : ادخل بأهلك ، باسم الله والبركة
                                                                                                                          .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية