الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 8018 ) فصل : إذا قال : حلفت . ولم يكن حلف ، فقال أحمد : هي كذبة ، ليس عليه يمين . وعنه : عليه الكفارة ; لأنه أقر على نفسه . والأول هو المذهب ، لأنه حكم فيما بينه وبين الله - تعالى ، فإذا كذب في الخبر به ، لم يلزمه حكمه ، كما لو قال : ما صليت . وقد صلى . ولو قال : علي يمين . ونوى الخبر ، فهي كالتي قبلها ، وإن نوى القسم ، فقال أبو الخطاب : هي يمين . وهو قول أصحاب الرأي . وقال الشافعي : ليس بيمين ; لأنه لم يأت باسم الله - تعالى - المعظم ، ولا صفته ، فلم يكن يمينا ، كما لو قال : حلفت .

                                                                                                                                            وهذا أصح ، إن شاء الله ; فإن هذه ليست صيغة اليمين والقسم ، وإنما هي صيغة الخبر ، فلا يكون بها حالفا ، وإن قدر ثبوت حكمها ، لزمه أقل ما يتناوله الاسم ، وهو يمين ما ، وليست كل يمين موجبة للكفارة ، فلا يلزمه شيء . ووجه الأول ، أنه كناية عن اليمين وقد نوى بها اليمين ، فتكون يمينا ، كالصريح .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية