الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              4357 [ ص: 335 ] 6 - باب: قوله: وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما الآية

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن عباس: كل ذي ظفر [الأنعام: 146]: البعير والنعامة. الحوايا [الأنعام: 146] المباعر. وقال غيره: هادوا [الأنعام: 146] صاروا يهودا، و هدنا [الأعراف: 156] تبنا. وهائد: تائب.

                                                                                                                                                                                                                              4633 - حدثنا عمرو بن خالد، حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، قال عطاء: سمعت جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما، سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " قاتل الله اليهود، لما حرم الله عليهم شحومها جملوه ثم باعوه فأكلوها".

                                                                                                                                                                                                                              وقال أبو عاصم، حدثنا عبد الحميد، حدثنا يزيد، كتب إلي عطاء، سمعت جابرا، عن النبي - صلى الله عليه وسلم. [انظر: 2236 - مسلم: 1581 - فتح: 8 \ 295]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الشرح:

                                                                                                                                                                                                                              ما ذكره عن ابن عباس أسنده ابن المنذر من حديث علي بن أبي طلحة عنه، وهو قول المفسرين.

                                                                                                                                                                                                                              قال قتادة : وهو من الطير ما لم يكن مشقوق الظفر نحو البط وشبهه. وهو عند أهل اللغة من الطير ما كان ذا مخلب، ودخل في ذا ما يصطاد بظفره من الطير، وجميع أنواع الكلاب والسباع والسنانير واختاره الزجاج أنها ذوات الظلف كالإبل، وما ليس بذي أصابع منفرجة كالإوز والبط.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 336 ] وقال ابن زيد : وذوات الظفر الإبل فقط. وقال القتبي: هو كل ذي مخلب من الطير وحافر من الدواب، وحكاه عن بعض المفسرين وقال: سمي الحافر ظفرا على الاستعارة.

                                                                                                                                                                                                                              والشحوم: شحوم الثرب -وهو المعى- وقيل: الذي لم يختلط بعظم، وقيل: شحوم الكلى.

                                                                                                                                                                                                                              والظفر بضم الظاء والفاء، وقرأ الحسن بكسر الظاء وإسكان الفاء، وقرأ أبو السمال بكسرها، وهي لغة.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: ( أو الحوايا : المباعر) وهو من تتمة قول ابن عباس كما سلف من طريق ابن المنذر ، وعن الضحاك : الحوايا: المرابض. وقيل: ما تحويه البطن، واجتمع واستقر. وقيل: بنات اللبن. وقيل: المعى والمصارين التي عليها الشحم.

                                                                                                                                                                                                                              فصل:

                                                                                                                                                                                                                              ثم ذكر البخاري حديث عطاء ، وهو ابن أبي رباح، عن جابر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "قاتل الله اليهود، لما حرم الله عليهم شحومها جملوها، ثم باعوها فأكلوها"

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 337 ] وقال أبو عاصم : ثنا عبد الحميد، وهو ابن جعفر فذكره. سلف ذلك كله قبل السلام، وادعى ابن التين أنه وقع هنا لحومها بدل شحومها وأنه غلط، والذي رأيناه شحومها فقط؛ كما أسلفناه. وأجملوه: أذابوه، يقال: أجملته وجملته، وجملت بمعنى أذبت.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية