الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت ؛ معنى " تبسل بعملها " : تكون غير قادرة على التخلص؛ و " المستبسل " : المستسلم؛ الذي يعلم أنه لا يقدر على التخلص؛ قال الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                        وإبسالي بني بغير جرم ... بعوناه ولا بدم مراق



                                                                                                                                                                                                                                        أي : إسلامي إياهم؛ وقيل : " أن تبسل " : ترهن؛ والمعنى واحد؛ ويقال : " أسد [ ص: 262 ] باسل " ؛ و " شجاع باسل " ؛ وتأويله أن معه من الإقدام ما يستبسل له قرنه؛ ويقال : " هذا بسل عليك " ؛ أي : حرام عليك؛ فجائز أن يكون " أسد باسل " ؛ من هذا؛ أي : لا يقدر عليه؛ ويقال : " أعط الرافي بسلته " ؛ أي : أجرته؛ وإنما تأويله أنه عمل الشيء الذي قد استبسل صاحبه معه.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية